شعلة المتوسط توسع نشاطها ليشمل جهة طنجة تطوان في جمعها العام 11 يناير 2015
من أجل أدوار فعالة للمجتمع المدني في التربية على مستوى جهة طنجة-تطوان انتقلت جمعية شعلة المتوسطة للتنمية والمواطنة إلى جمعية جهوية تعمل بجهة طنجة – تطوان، في الجمع العام الذي انعقد بدار الشباب وادي لو الأحد 11 يناير 2015، بعد أن كانت جمعية محلية، وانتخب لهذا لبغرض مكتبا تنفيذا بكفاءات عالية حضي فيها الشباب والعنصر النسوي بموقع الصدارة. فمند تأسيسها سنة 2008 حصلت هذه الجمعية تجربة تربوية متميزة في وادي لو، في اهتمامها بالطفولة والشباب. وقد ترسخت لذى الفاعلين بها خبرة تربوية وتطوعية مهمة، من منطلق القناعة بأن تطور المجتمعات عبر التاريخ اقتضى في كل عصر ظهور مؤسسات جديدة للتنشئة الاجتماعية تضاف إلى سابقاتها، فبعد أن كانت الأسرة مؤسسة وحيدة تقوم بجميع أدوار التنشئة ظهرت المدرسة استجابة لحاجات المجتمع للكفاءات، كما ظهرت مؤسسات أخرى تقوم بأدوار التربية والتعليم من بين فعاليات المجتمع المدني... وهكذا لازالت مجتمعاتنا المعاصرة في حاجة إلى تطوير مؤسسات التنشئة الاجتماعية وتأهيلها لتقوم بأدوار أكثر نجاعة ومردودية في تنشئة مواطن فاعل ومنخرط في واقع مجتمعه، ولازالت على عاتق المجتمع المدني أدوار تربوية أساسية عليه القيام بها وتطمح الجمعية إلى تقديم نموذج جمعوي في التنشئة الاجتماعية.×××××
كما تعمقت لدى الأطر التربوية بهذه الجمعية القناعة بأن المواطنة هي انتماء وانخراط إيجابي وبناء في الحياة العامة، وان المواطن هو ذلك العضو الفاعل والنشيط الذي يقْبٍل على الشأن العام لمجتمعه بيقظة واهتمام ،ولا يتأخر عن المشاركة العملية في كل ما من شأنه تحسين وتطوير الحياة المشتركة. فإن مجتمعا مؤسساتيا منظما كفيل بإنتاج مواطنين مندمجين عن وعي في دينامية الرقي والنماء لوطنهم، والجمعية هي اليوم من ابرز مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي من خلالها يمكن إعداد مواطنين إلى جانب المدرسة و الأسرة وغيرها من المؤسسات، ولما تبين للعالم بأسره أن مشاكل التنمية لا تبرح المسؤولية البشرية ولا تتجاوز حدود الطاقة الكامنة في الإنسان، فإن الاستثمار في رأسمال البشري والتنمية البشرية التي أصبحت الرهان الأساسي لكل تنمية، إنما هي مشاريع ترمي إلى بناء مواطن مندمج في سياق عام سمته الأساسية الفعل والمشاركة ونبد كل أشكال الاتكالية والقصور والسلبية، وهذا وذاك إنما هو موكول في أسبابه و نتائجه إلى إطلاق آليات للتنشئة تغرس قيم المواطنة وتعزيز ما هو موجود منها في ثقافة المجتمعات سواء تلك القيم الحديثة أو التراثية.
ولهذا نعتبر أن المجتمع المدني هو مسؤول أكثر من أي وقت مضى عن طرح أطر ومرجعيات للفعل التربوي ووضع آليات بيداغوجية وتكوينية تروم دعم وإستكمال المشاريع التربوية للمجتمع لتمكين الناشئة من ثقافة المواطنة وملأ الفراغ المؤسساتي الذي تجد فيه مؤسسة التعليم نفسها وحيدة تتخبط بين منهاج يروم التحديث وعادات مهنية تأبى التغيير وتقاليد مجتمعية تصارع تقلبات الزمن. وفي الوقت الذي تزداد فيه سطوة وسائط التكنولوجيا الحديثة، وهيمنتها على أنشطة الناشئة وتضاؤل فرص اللعب والتواصل والحركة أمامهم، حين تبتلع معظم أوقاتهم مواقع الاتصال الاجتماعي و وتقنيات ألعاب الفيديو. ما يكرس تزايد الفراغ الذي تعاني منه مؤسسات التنشئة والتثقيف، مثل دور الشباب ودور الثقافة، خصوصا مع إنعطاف الفاعلين الجمعويين إلى المشاريع التنموية وفق و ذلك في أحيان كثيرة على حساب العمل التربوي. والوضع هذا يفرض ضرورة إعادة الاعتبار للعمل التربوي وتوجيه اهتمام المجتمع المدني إلى تفعيل أدوار مؤسسات التنشئة الاجتماعية، ومساعدة الأسرة والمدرسة ودور الشباب ودور الثقافة ووسائل الإعلام والاتصال لكي تؤدي واجبها التربوي على نحو أفضل، واتخاذ العمل التربوي كمدخل أساسي للتنمية، عبر المساهمة في إنتاج مواطن قادر على الفعل و الاندماج بروح من المسؤولية، بهذا ستكون الجمعيات قد قدمت للمجتمع إضافة نوعية أعمق في نتائجها و أقوى في تأثيرها من مجرد أنشطة ظرفية وانجازات مناسباتية تهرول خلف الموضة أكثر مما ترسم أبعاد شمولية وأهداف بعيدة الأمد.
محسن إشحا: رئيس جمعية شعلة المتوسط للتنمية والمواطنة