وصف أم معبد للنبي - صلى الله عليه وسلم -
وصف أم معبد للنبي - صلى الله عليه وسلم - ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَالَتْ :
" رَأَيْتُ رَجُلًا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ ،
أَبْلَجَ الْوَجْهِ
حَسَنَ الْخَلْقِ،
لَمْ تَعِبْهُ ثَجْلَةٌ، وَلَمْ تُزْرِيهِ صَعْلَةٌ
وَسِيمٌ ، قَسِيمٌ ،
فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ ،
وَفِي صَوْتِهِ صَهَلٌ ، وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ،
وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ ،
أَزَجُّ أَقْرَنُ ،
إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ ،
وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَا وَعَلَاهُ الْبَهَاءُ،
أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُم مِنْ بَعِيدٍ،
وَأَحْسَنُهُم وَأَجْمَلُهُم مِنْ قَرِيبٍ،
حُلْوُ الْمَنْطِقِ ،
فَصْلًا لَا نَزْرٌ وَلَا هَذْرٌ،
كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ ،
رَبْعَةٌ ؛ لَا تَشْنَؤُهُ مِنْ طُولٍ ،
وَلَا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ ،
غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ ؛
فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلَاثَةِ مَنْظَرًا ،
وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا ،
لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ ،
إِنْ قَالَ سَمِعُوا لِقَوْلِهِ ،
وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ.
مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ ، لَا عَابِسٌ وَلَا مُفَنَّد " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوَضَاءَةُ: الحُسْنُ ، والنَّظَافَةُ ، والبَهجَةُ.
( تاج العروس للزبيدي )
أَبْلَج الوَجْه : أَيْ: مُشْرِق الوجْه مُسْفِرُه
وَمِنْهُ: تَبَلَّجَ الصُّبح وانْبَلَجَ،
فأما الأَبْلَج فَهُوَ الَّذِي قَدْ وَضَح مَا بَيْنَ حَاجِبَيْهِ فَلَمْ يَقْترنا، وَالِاسْمُ البَلَج، بِالتَّحْرِيكِ، لَمْ تُرِدْه أُمُّ مَعْبَدٍ؛ لِأَنَّهَا قَدْ وَصَفْته فِي حَدِيثِهَا بالقَرَن ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ :
«لَيْلَةُ الْقَدْرِ بُلْجَة»
أَيْ: مُشْرقة ، والبُلْجَة بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ: ضَوْءُ الصُّبْحِ.
( النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير )
وقال البغوي: "أَبْلَج الْوَجْه" : تُرِيدُ مُشْرِقَ الْوَجْه مضيئه، يقَالَ: تَبَلَّجَ الصُّبْح ، وانبلج: إِذا أَسْفر، وَلَمْ تُرِدْ بَلَجَ الْحَاجِب، أَلا ترى أَنَّهَا تصفه بالقرن ؟
( شرح السنة )
الثَّجْلَةٌ : عِظَمُ الْبَطْنِ ، وانْتِفَاخُهَا، وَضَخَامَتُهَا ، وَسِعَتُهَا. وَيُرْوَى: "نَحْلَةٌ" بِالنُّونِ وَالْحَاءِ، أَي: نُحُول ودِقَّة.
( تهذيب اللغة )
و( النهاية في غريب الحديث والأثر )
و( لسان العرب للفيروز أبادي )
- وَلَمْ تُزْرِيهِ : يقال: زَرَيْتُ عَلَيْهِ وزَرَى عَلَيْهِ، بِالْفَتْحِ، زَرْيًا ، وزِرَايةً ومَزْرِيةً ، ومَزْراةً، وزَرَيانًا: عَابَهُ وعاتَبه. ( لسان العرب )
- الصَّعْلَة : هِيَ صِغَر الرأسِ ، وَهِيَ أَيْضًا: الدِّقَّة ، والنُّحول ، والخِفَّة فِي البَدَن،
وقيل: الصَّعَلُ: الدِّقَّة فِي العُنُق وَالْبَدَنِ كُلِّه
( النهاية في غريب الحديث والأثر )
و( لسان العرب)
الوَسِيمُ: الْوَضِيء الثابتُ الحُسْنِ؛ كأَنه قَدْ وُسِمَ ، وفلانٌ وَسِيمٌ؛ أَي: حَسَنُ الْوَجْهِ والسِّيمَا.
( النهاية في غريب الحديث والأثر )
و( لسان العرب)
قَسِيمٌ : الْقَسَامَةُ: الْحُسْنُ ، ورَجلٌ مُقَسَّمُ الْوَجْهِ: أَيْ: جميلٌ كلُّه، كَأَنَّ كلَّ مَوْضِعٍ مِنْهُ أخَذَ قِسْمًا مِنَ الْجَمال.
( النهاية في غريب الحديث والأثر )
و((لسان العرب))
الدَّعَجُ : شِدَّة سَوَادِ الْعَيْنِ وشِدَّةُ بَيَاضِهِ ، يقال : رَجُلٌ أَدْعَجُ، وَامْرَأَةٌ دَعْجَاءُ، وَعَيْنٌ دَعْجَاءُ ،
ويقال: الدَّعَجُ: شدَّة سَوَادِ سَوَادِ الْعَيْنِ، وشِدَّةُ بَيَاضِ بَيَاضِهَا.
( معجم العين للخليل بن أحمد )
و( النهاية في غريب الحديث والأثر )
و( لسان العرب )
الْأَشْفَارُ : مَنْبَتُ شَعَرِ الْأَجْفَانِ.
( لسان العرب )
الوَطَفُ : الْوَاوُ وَالطَّاءُ وَالْفَاءُ: أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى طُولِ شَيْءٍ وَرَخَاوَتِهِ؛ أي: في شَعرِ أَجْفَانهِ طُولٌ ، وَيُرْوَى: «وَفِي أشْفارِه غَطَفٌ»: وهُوَ أَنْ يَطُول شعرُ الأجْفان ثُمَّ يَنْعَطِف، ويُرْوَى «وَفِي أشْفارِه عَطَفٌ»: بالعين المهملة؛ أَيْ طُولٌ، كَأَنَّهُ طالَ وانْعَطَفَ ، فالمعنى واحد في الروايات الثلاث.
( معجم مقاييس اللغة )
و( النهاية في غريب الحديث والأثر )
فِي صَوِتِهِ صَهَلٌ): أَيْ: قَوَّة وصَلابة، مِنْ صَهِيلِ الخيلِ وَهُوَ صَوْتُهَا، ويُرْوَى ((صَحَلٌ)): بِالْحَاءِ؛ والتَّحْرِيكِ: كالبُحَّة، وَأَلَّا يَكُونَ حَادَّ الصَّوْت.
( النهاية في غريب الحديث والأثر )
السَّطْعُ: كُلُّ شَيْءٍ انْتَشَرَ أَو ارْتَفَعَ مِنْ بَرْقٍ أَو غُبَارٍ أَو نُور أَو رِيحٍ، سَطَعَ يَسْطَعُ سَطْعًا وسُطُوعًا؛ وَيُقَالُ لِلصُّبْحِ إِذا طلَع ضَوْؤُه فِي السَّمَاءِ: قَدْ سَطَع يسْطَع سُطوعًا؛ أَوَّلَ مَا ينشقُّ مُسْتَطِيلًا ، فقولها: ( فِي عُنُقه سَطَعٌ ): أَيِ: ارتفاعٌ وَطُولٌ.
( النهاية في غريب الحديث والأثر )
و( لسان العرب )
كَثَاثَةٌ : الْكَافُ وَالثَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى تَجَمُّعٍ؛ والكثاثَة فِي اللِّحْيَة: أن تكون غير رقيقة وَلَا طَوِيلَةٍ، وَلَكِنْ فِيهَا كَثَافة ، أَرَادَتْ كَثرةَ أُصولها وَشَعْرِهَا، وأَنها لَيْسَتْ بِدَقِيقَةٍ، وَلَا طَوِيلَةٍ، وَفِيهَا كَثافة.
( معجم مقاييس اللغة )
و( النهاية في غريب الحديث والأثر )
و( لسان العرب )
أَزَجُّ : الزَّجَجُ: تَقَوُّس فِي الْحَاجِبِ مَعَ طُول فِي طَرَفه وامْتدَاد.
( النهاية في غريب الحديث والأثر )
أَقْرَن : أَيْ: مَقْرُون الحاجبَيْن؛ القَرَن- بِالتَّحْرِيكِ - الْتِقاء الحاجِبَين.
( النهاية في غريب الحديث والأثر )
وعند الطبراني في الكبير ، والآجري في الشريعة
والبيهقي في الشعب ،
عَنْ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيِّ
فِي وَصْفِ النَبِيِّ صلى الله عليه وسلم -:
( أَزَجُّ الْحَوَاجِبِ، سَوَابِغَ فِي غَيْرِ قَرَنٍ ).
قال ابن قتيبة في ( غريب الحديث) "
"سَوَابِغَ فِي غَيْرِ قَرَنٍ" والقَرَنُ: أَنْ يَطُولَ الْحَاجِبَانِ حَتَّى يَلْتَقِيَ طَرَفَاهُمَا ، وَهَذَا خِلَافُ مَا وَصفته بِهِ أُمُّ مَعْبَدٍ؛ لِأَنَّهَا قَالَتْ فِي وَصْفِهِ: "أَزجُّ أَقْرَنُ" وَلَا أُرَاهُ إِلَّا كَمَا ذَكَرَ ابْنُ أَبِي هَالَةَ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: كَانَتِ الْعَرَبُ تَكْرَهُ الْقَرَنَ ، وَتَسْتَحِبُّ الْبَلَجَ؛ وَالْبَلَجُ: أَنْ يَنْقَطِعَ الْحَاجِبَانِ ، فَيَكُونُ مَا بَيْنَهُمَا نَقِيًّا.
وقال ابن الأثير في ( النهاية في غريب الحديث ) :
" وَفِي صِفَته عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «سَوابغَ فِي غَيْرِ قَرَن»: القَرَن- بِالتَّحْرِيكِ - الْتِقاء الحاجِبَين, وَهَذَا خِلَافُ مَا رَوَت أُمُّ مَعْبَد، فَإِنَّهَا قَالَتْ فِي صِفَته: «أزَجُّ أَقْرَن»: أَيْ: مَقْرُون الحاجبَيْن، وَالْأَوَّلُ الصَّحِيحُ فِي صِفته
الوَقار: الْحِلْمُ والرَّزانة.
(النهاية في غريب الحديث والأثر )
و( تاج العروس )
- الْمَنْطِق : من النطق ، وهو الكلام.
- فَصْلًا، لَا نَزْرٌ وَلَا هَذْرٌ:
- فَصْلًا : أَيْ: يَفْصِلُ بَيْنَ كَلَامِهِ ، وكَلَامُهُ بَيِّنٌ ظَاهِرٌ. و النَّزْر: الْقَلِيلُ.
والهَذَرُ: الْكَلَامُ الَّذِي لَا يُعْبَأُ بِهِ؛ هَذرَ كلامُهُ هَذَرًا: كَثُرَ فِي الْخَطَإِ وَالْبَاطِلِ ، والهَذَرُ: الْكَثِيرُ الرَّدِيءُ، وَقِيلَ: هُوَ سَقَطُ الْكَلَامِ ، وهَذَرَ الرجلُ فِي مَنْطِقِهِ يَهْذِرُ ويَهْذُر هَذْرًا، بِالسُّكُونِ، وتَهْذارًا؛ وَهُوَ بِنَاءٌ يَدُلُّ عَلَى التَّكْثِيرِ، وَالْاسْمُ: الهَذَرُ، بِالتَّحْرِيكِ؛ وَهُوَ الهَذَيانُ, وأَهْذَر الرجلُ فِي كَلَامِهِ: أَكثر ، وَرَجُلٌ هِذْرِيانٌ؛ إِذا كَانَ غَثَّ الْكَلَامِ كَثِيرَهُ. وَهِيَ تَعْنِي: أَنَّ كَلَامَهُ لَيْسَ بقليلٍ فيدُلُّ عَلَى عِيٍّ، وَعَدَمِ إِفْصَاحٍ ، وَلَا كثيرٍ فَاسِدٍ.
( النهاية في غريب الحديث والأثر)
و( لسان العرب )
رَبْعَةٌ : ومَرْبوع الْخَلْقِ؛ أي: ليس بطويل ولا قصير.
( معجم العين)
لَا تَشْنَؤُهُ مِنْ طُولٍ :أي: لَا تُبْغِضُهُ؛ الشَّنَاءَةُ: البُغْضُ؛ يُقَال: شَنِئْتُ الرجلَ؛ أَي: أَبغَضْتُهُ؛ ومنه قوله تعالى: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ) المائدة: 8 ؛ أي: بغض قوم
وقوله تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) الكوثر: 3 ؛
أي: إِنَّ مُبْغِضَكَ.
( النهاية في غريب الحديث والأثر)
و( تاج العروس )
و( لسان العرب )
وَلَا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ: أَي: لَا تَحْتَقِرُهُ وَلَا تَزْدَرِيهِ؛ يُقَالُ: اقْتَحَمَتْ فلَانًا عَيْنِي؛ إِذَا احْتَقَرَتْهُ وَاسْتَصْغَرَتْهُ. (غريب الحديث لابن قتيبة )
غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ: تُشَبِّهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي جَمَالِهِ بِغُصْنِ الشَّجَرَةِ الْجَمِيلِ بَيْنَ غُصْنَيْنِ؛ وهما: أبو بكر ، وعامر بن فُهَيْرَة.
النَّضْرة : الْحُسْنُ والرَّوْنَقُ والْبَرِيقُ.
( لسان العرب)
يَحُفُّونَ بِهِ : حَفَّ القومُ بسيِّدِهِم ، يَحُفُّونَ حَفًّا: إِذا أَطَافُوا بِهِ وَعكَفوا؛ وَمنْهُ قولُ الله عَزَّ وجَلَّ : (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الزمر: 75. ( تهذيب اللغة )
تَبَادَرُوا : بَدَرَ إِلَى الشَّيْء: عَجِلَ إِليْهِ وَاسْتَبَقَ.
( لسان العرب )
مَحْفُودٌ: الْمَحْفُودُ: الَّذِي يَخْدِمُه أَصْحَابُهُ ويُعَظِّمُونه ويُسْرِعون فِي طاعَتِه؛ يُقَالُ حَفَدْتُ وأَحْفَدْتُ، فَأَنَا حَافِد ومَحْفُودٌ؛ وَمِنْهُ دُعاء القُنوت: «وإلَيْك نَسْعى ونَحْفِد»
أَيْ: نُسْرِع فِي الْعَمَلِ والخِدْمة.
( النهاية في غريب الحديث والأثر)
مَحْشُودٌ : الْحَشْدُ: الْجَمَاعة؛ واحْتَشَدَ الْقَوْمُ لِفُلَانٍ: تَجَمَّعُوا لَهُ وتأهَّبوا.
( النهاية في غريب الحديث والأثر)
لَا عَابِسٌ : مِنْ عَبَسَ يَعْبِسُ عَبْسًا وعَبَّسَ: قَطَّبَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ؛ والعابسُ: الْكَريهُ المَلْقى.
( النهاية في غريب الحديث والأثر)
و( لسان العرب )
وَلَا مُفَنَّدٌ : الْفَنَدُ: الخَرَفُ ، وَإِنْكَارُ الْعَقْلِ مِنَ الهَرَمِ أَو الْمَرضِ؛ وَيُقَالُ: أَفْنَدَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُفْنِدٌ إِذا ضَعُفَ عَقْلُهُ؛ ومنه قوله تعالى: ( لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) يوسف: 94؛
أَيْ: لَوْلَا أَنْ تَتَّهِمُونِي بِالْخَرَفِ.
( شرح السنة للبغوي )
و( لسان العرب )