بين الإقتراب و الإغتراب
جالس في المقهى , في زاوية تسود فيها العتمة , يبدو شارد الذهن وفاقد الإحساس والحركة , يبدو وكأنه يرزخ تحت ثقل رهيب , ثقل خدر أحاسيسه وشل جسده , فجأة أخذته قشعريرة فأيقظته من شروده , تمتم كلمات غير مفهومه , يبدو أنه كان يتجاذب أطراف الحديث مع نفسه وداخل نفسه , لكن تلك الحركة اللاإرادية جعلت بعض كلمامه مسموعة , كلمات غامضة , تبدو غير موجودة في قاموس المترددين على المقهى , بعدها جال بناظريه في المكان من حوله وكأنه ينظر في بئر لا قعر لها , طبعا لم يكن ينظر في الفراغ !!!
بعد لحظات , إبتسم إبتسامة شاحبة ثم طأطا رأسه وهو يشعر بسخافة الأشياء من حوله , عاد مرة أخرى ليتقوقع داخل قوقعته , داخل عالمه المبهم وهو ينظر إلى أعقاب السيجارة في منفظة السجائر , و يغوص تفكيره في الدخان المنبعث من عقب أخر سيجارة تناولها وهو يتساءل : لماذا أحترق مع من صنعت للإحتراق ؟! ولماذا أدعو السيجارة لحفل الإحتراق كل يوم ؟!
بقلم (عبد الحنين أجنان)