الصلاة فى القطار و الطائرة و السيارة
كيفية الصلاة فى القطار و الطائرة و السيارة :
_________________
صلاة النفل في الطائرة:
----------------
يشرع للمسافر أداء النوافل في سفره على كرسيه يومئ بالركوع والسجود، ولا يلزم في ذلك القيام، كما لا يلزم استقبال القبلة (انظر: الاجتهاد في معرفة القبلة ).
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على راحلته نحو المشرق، فإذا أراد أن يصلي المكتوبة نزل فاستقبل القبلة" (البخاري 1048).
صلاة الفريضة في الطائرة:
للمسافر بالطائرة أحوال فيما يتعلق بوقت الصلاة:
___________
1- الحالة الأولى: إذا دخل وقت الصلاة على المسافر وهو في الطائرة وكان يستطيع أداءها في وقتها بعد نزوله ووصوله.
فالأولى له في هذه الحالة أن يؤخـــر الصـــلاة حتى يصل، ويلزمه ذلك إن لم يجد مكانًا يؤدي فيه الصلاة بشروطها وأركانها في الطائرة.
____________
2- الحالة الثانية: إذا كانت الصلاة مما يجوز جمعها مع غيرها عند السفر وهي الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء، وكان يستطيع أداءهما في الوقت جَمْعَ تقديم أو تأخير على الأرض، فالأولى الصلاة قبل صعود الطائرة، أو بعد النزول منها.
وبيان ذلك أن وقت الظهر والعصر يبدأ للمسافر من زوال الشمس ولا ينتهي اضطرارًا إلا بغروبها، كما يبدأ وقت المغرب والعشاء من غروب الشمس ولا ينتهي إلا بمنتصف الليل اختيارًا، أو طلوع الفجر عند الاضطرار، فإن أمكنه الصلاة قبل السفر أو بعده في الوقت الموسع للصلاتين فذلك أولى.
____________
3- إذا أدركت المسافر الصلاة ويعلم أن الوقت لا يُمَكِّنه من أدائها على الأرض فيلزمه أداؤها في الطائرة، وعليه الانتباه لما يلي:
• تحقيق القيام مع القدرة وهو أحد أركان الصلاة.
• تحقيق استقبال القبلة وهو أحد شروط الصلاة.
ماذا أعمل؟
-----
1- على المسافر أن يتحين الفرصة لأداء الصلاة على الأرض في المطار قبل الإقلاع أو بعد الهبوط، إذا أمكنه ذلك في وقت الصلاة.
------------------
2- على المسافر أن يستأذن مضيفي الطائرة ويطلب منهم أن يؤدي الصلاة مع القيام واستقبال القبلة في مكان لا يؤذي فيه الآخرين، والعادة أن المضيفين يسمحون، ويهيئون مكانًا لذلك في آخر الطائرة، ونحو ذلك.
-------------------
3- إذا لم يأذن المضيفون لأي سبب، فعليه أن يصلي على كرسيه؛ يومئ بالركوع والسجود، ولا يؤخر الصلاة عن وقتها، والله تعالى يقول: }فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ{.
-------------------
والصلاة في السيارة أو الطائرة أو القطار أو غيرها من المراكب إذا كان المصلي لا يستطيع استقبال القبلة والصلاة قائماً لا تجوز في الفريضة إلا بشرطين :
-----
1- أن يخشى خروج وقت الفريضة قبل وصوله ، أما إن كان سينزل قبل خروج الوقت فإنه ينتظر حتى ينزل ثم يصلي .
-------------------
2- ألا يستطيع النزول للصلاة على الأرض ، فإن استطاع النزول وجب عليه ذلك .
-------------
فإذا وجد الشرطان جاز له الصلاة في هذه المراكب والدليل على جواز الصلاة على هذه الحال عموم قوله تعالى : { لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها } البقرة / 286 وقوله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم } التغابن / 16 ، وقوله تعالى : { وما جعل عليكم في الدين من حرج } الحج / 78 .
-----------
فإن قيل : إذا جاز لي الصلاة على هذه المراكب ، فهل أستقبل القبلة ، وهل أصلي جالساً مع القدرة على الصلاة قائماً ؟
فالجواب :
----------
إن استطعت أن تستقبل القبلة في جميع الصلاة وجب فعل ذلك ؛ لأنه شرط في صحة صلاة الفريضة في السفر والحضر انظر سؤال رقم ( 10945 ) .
----------
وإن كان لا يستطيع استقبال القبلة في جميع الصلاة فليتق الله ما استطاع ؛ لما سبق من الأدلة .
----------
هذا في الفرض ، أما النافلة فأمرها واسع ، فيجوز للمسلم أن يصلي على هذه المذكورات حيثما توجهت به - ولو استطاع النزول في بعض الأوقات - ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفل على راحلته حيث كان وجهه ، لحديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يصلي التطوع وهو راكب في غير القبلة " رواه البخاري 1094 ، لكن الأفضل أن يستقبل القبلة عند الإحرام حيث أمكنه في صلاة النافلة حين سيره في السفر . أنظر فتاوى اللجنة الدائمة 8/124
----------
وأما صلاة الفريضة جالساً مع القدرة على القيام فإنها لا تجوز لعموم قوله تعالى : ( وقوموا لله قانتين ) البقرة / 238، وحديث عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً ، فإن لم تستطع فعلى جنب ) رواه البخاري 1117 وبالله التوفيق .
---------
فتاوى اللجنة الدائمة 8/126 .