أوامر الله ونواهيه
و الله أمر بالعبادة لأنه يعلم أن فيها حياتنا.. و لم يأمر بها تسلطاً و تجبراً و لمجرد فرض أوامر.
و لهذه الأسباب حرم الله الخمر و ما في حكمها من المسكرات و المغيبات لما فيها من أضرار.
و حرم القمار لما فيه من خسارة و تباغض و عدوان.
و حرم الزنا لأنه فوضى تختلط فيه الأنساب.. و تخضع فيه النفوس للنزوات و الشهوات و الأهواء.
و أحل الزواج لأنه تنظيم و نظام و مسئولية و سكينة قلب.
و حرم لحم الخنزير.. و نحن نعلم الآن أن حيوان الخنزير هو مستودع فيروس الإنفلونزا و الدودة الشريطية، و أنه أغلظ أنواع البروتين و أشدها تعقيداً، و أنه يربي قساوة القلب.
و لو ألقينا نظرة على الحيوانات آكلة الخضروات كالغزال و الأرنب و الحصان و الجمل و الدجاج و الحمار للاحظنا أنها كلها رقيقة وديعة.. أما الحيوانات آكلة اللحوم كالسباع و النمور و الضباع و الذئاب و الثعالب و النسور و الصقور.. فكلها تشترك في صفات القسوة و الوحشية و الضراوة.
و لا شك أن هناك علاقة بين الإسراف في اللحم كطعام.. و نشأة صفات خاصة في النفس.. مثل الحدة و الصرامة و القسوة.
و لأن لحم الخنزير هو أكثر اللحوم غلظة و أعقد البروتينات الحيوانية تركيباً فربما كان ضرره على آكله أبلغ من جميع اللحوم الأخرى.. و الله يعلم و نحن لا نعلم.
و الله هو العقل الكلي المحيط و هو لا يضع سنة بلا سبب.
و لقد أقام التشريع و حرم الحرام و أحل الحلال و فرض العبادة.. محبة منه و رحمة.
~~
د . مصطفى محمود
من كتاب / القرآن .. محاولة لفهم عصري