فضاءات نزلة سرقنا

نزلة سرقنا

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
بدر الشريف
مسجــل منــــذ: 2011-05-05
مجموع النقط: 198.84
إعلانات


الصبر

بسم الله الرحمن الرحيم

"ولئن صبرتم لهو خير للصابرين * واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم....."

"وقال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقاها إلا الصابرون" 80 قصص

"واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا علي المؤمنين"

لماذا يذكر الصبر مع الصلاة؟ لأنها من نفس الطاقة، يعني انكماش.

في الصلاة نحن نسحب الطاقة من أجسامنا السبعة للجسم الأول وفي الصبر نحن نسحب الطاقة من الفكر إلي القلب،حتي تصل إلي صلة الأرحام.

إذاً لماذا إذا صبرنا هو خير لنا؟ ولماذا ?جب أن يكون الصبر (صبراً جميلاً)؟

كلُّ من الفكر والقلب وصلة الأرحام علي صلة بنفس من أنفسنا بمعني:

الفكر متصل بالنفس الأمّارة، يعني الفكر هو الذي يحكمنا ويتلوا علينا أفعالنا ويقول افعل كذا أو صدق أو لا تصدق أو تحرر أو اكفر أو أي عمل يمكن أن يكون مرتبط بالفكر ولهذا يقال عنه النفس الأمّارة لأنها لا تأمر الإنسان فحسب بل هي تحفزه وتجد الحلول والأدلة لإقناعك بما تريد. وبالتالي أنت تستجيب لرغباتها سواء إن كانت حسنة أم سيئة. الكثير منا يطلق عليها صفة ويقول أنها النفس الأمّارة بالسوء، أكيد ليست كلّ أعمالنا سوء وليست كلها حسنة إذاً لا نطلق عليها صفة لأن صفتها هي الأمر فقط.

القلب متصل بالنفس اللوامة، وهذا هو الضمير أو الوجدان الذي يتحدث عنه علماء النفس. كلنا خلقنا الله ونفخ فينا من روحه إذاً كلنا نحمل هذه النفحة الإلهيه إذاً كلنا نعرف الصح والغلط بالفطرة، إذاً نلوم أنفسنا علي ما فعلناه أكيد إذا كبدت هذه النفس وأسكتها كلّ مرة ستصبح خرسى ولا تستطيع أن تظهر طاقتها وتنساها بمرور الوقت.

صلة الأرحام هي متصلة بالنفس المطمئنة، النفس المطمئنة هي النفس التي لا تعبد الله بل تعشقه، لا تخاف الله بل تظنه أهلا للعبادة، هي راضية بقدر الله لأنها مؤمنة بأنه لا يوجد أي شيء غلط وكلّ شيء صح وجميل انعكاساً لوجود الجمال الكوني....

تصوّر سيدة نساء العالمين (مريم العذراء) حين جاءتها الروح وقالت:

"قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * قال بل أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا * قالت أنّا يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا * قال كذلك قال ربك هو عليّ هين ولنجعله آ?ه للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضيا * فحملته....." مريم 18-22

لنتأمل هذه الآيات لأنها تأخذنا من الفكر إلي صلة الأرحام، أي من النفس الأمّارة إلي النفس المطمئنة.

"أنّا يكون لي غلام....." هذه الكلمات أتت من الفكر لأنها خافت من الوضع الذي ستكون فيه.

"كذلك قال ربك هو عليّ هين...." هنا أحسّت الإيمان بقلبها وفي نفسها اللوامة التي لامتها وأسكتتها علي إيمانها الضعيف وجدلها مع الرسول، إذاً سكتت واستسلمت.

"فحملته" هنا وصلت إلي النفس المطمئنة ولهذا حملته بكلّ سلام ورضا، تسعة أشهر وهي صابرة علي ما قدّره الله ولم تسأل أحد ولا حتي الله ماذا تفعل؟!!!

سيدنا يعقوب حزن علي فراق يوسف جداً إلي أن أصبح ضريراً، هو كان صابراً ولكن هذا الصبر لم يكن جميلاً لهذا أصبح ضريراً يعني هذه الطاقة بقيت في الفكر حتي أعمته،هذا حتي يغلق الفكر كلّ أبوابه وإذا غلق الفكر كلّ الأبواب أنت تدخل إلي نفسك وذاتك إذاً سيدنا يعقوب دخل إلي نفسه اللوامة وحين طلب أولاده أن يأخذوا أخاهم الآخر "قال صبر جميل عسي أن.....". يعني في قرارة نفسه كان يعرف أن الله سيردهم جميعاً وهنا كان في النفس المطمئنة ثم جاءه القميص فأبصر، لأن الفكر لم يعد بحاجة لغلق أبوابه إذاً انفتح البصر والبصيرة.

هكذا الصبر الذي يجب أن تتحلي به وأنت علي هذا الطريق، الصبر الذي يصلك بصلة الأرحام وكلما تعرّفت علي نفسك أكثر كلما أحسست أنك فعلاً أشرف المخلوقات التي تستحق أن تكون خليفة الله.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| بدر الشريف | نزلة سرقنا | 05/12/14 |

الاروع مروركم الطيب


| عزالدين الحريرى | أم دينار | 27/11/14 |

روعــــــــــــــــــة


| عزالدين الحريرى | أم دينار | 27/11/14 |

روعــــــــــــــــــة



...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة