فضاءات نزلة سرقنا

نزلة سرقنا

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
بدر الشريف
مسجــل منــــذ: 2011-05-05
مجموع النقط: 198.84
إعلانات


من انا.......ومن انت...........5

من انا .....ومن انت...........5

ألست أنا هذا الجسد؟

إنه لأمر سهل أن نقول "أنا هذا الجسد!" ولكن لماذا؟ بالنسبة للذين يعيشون في الغرب فهو بسبب الاهتمام الكبير بالأمور الجسدية والمادية... فنعتقد بأننا عبارة عن هذا الجسد وننتهي بانتهائه. بينما في الشرق يؤمنون بأن الإنسان أبعد من حدود الجسد فهو تلك الروح الموجودة فيه أو شيء آخر أبعد من هذا أيضاً.

هناك الكثير من الناس الذين عاشوا تجربة الخروج من الجسد وآخرون كانوا يفعلون أشياءً ولكن لا يشعرون بأنهم هم من يقوم بها.. وهذا لا يعني أن أحداً غيرهم كان يقوم بما يقومون به، ولكن كأنه جزء آخر منهم الذي كان يتحكم بالأمر. فإذا كنا قادرين على الذهاب إلى خارج حدود الجسد ورؤية ما يقوم به في ذاك الوقت... فمن نحن إذاً؟

إنه من السهل علينا أن نقول "أنا لست عبارة عن جسد" ولكن كم واحد منا لا يشعر بالانزعاج عندما يخبره أحد ما بأن وزنه قد ازداد أو بأنه بدأ يفقد شعره؟.. أو من منا لا يشعر بالسعادة عندما تخبره بأنه فقد وزناً أو بأنه يبدو جميلاً وجذاباً؟ إن الجسد قد يعاني من الآلام وقد يعيش السعادة ولكن هل يعني وجود المشاعر والأحاسيس في هذا الجسد بأنه أنا؟

إن الفرق بين الغرب والشرق يكمن في هذا... أن الغرب عندما يقول "أنا عبارة عن جسد" فإنه يعني بأن سبب وجودي هو الجسد، بينما يعني الشرق عندما يقول "أنا لست عبارة عن جسد" بأنه أنا سبب وجود الجسد... كل منهما لديه قطعة من الصورة ولكنهما لا يملكان الصورة كاملة...

فوجودنا في الجسد لا يعني بأننا محدودين به فقط... ووجودنا خارجه أيضاً لا يدل على أننا لسنا هذا الجسد! اعتقد أن الأمر سيكون أكثر دقة لو قلنا "أنا الجسد وما بعده!"

جسدي وجسدك وكل جسد...

تحدثنا عن جسدنا ولكن ماذا عن أجساد الآخرين؟ إلى أي مدى نشعر بأننا مرتبطين بهم؟ فعلى سبيل المثال، عندما يقع أحد أفراد عائلتنا في مشكلة فإننا نشعر بتأثير سيء علينا. أو عندما يرتدي أحد أصدقائنا ملابس غريبة ومضحكة فإننا لا نريد البقاء بجانبه. أو إذا فاز أحد أصدقائنا بجائزة ما فإننا نشعر بالفخر الشديد.

إننا نشعر وكأن الأشخاص المقربين منا جزء من هويتنا ومنا نحن! فنشعر ونتأثر بأحوالهم، ولكن هل أنت عبارة عن الناس الذين ترتبط بهم؟ أو أعمالهم التي يقومون بها؟ أو علاقاتك بهم؟

السباحة في بركة الأفكار!

يميل بعضنا أكثر إلى كونه جسد فيُصنف الناس بحسب ما يملكون أو يفعلون، بينما يميل البعض الآخر إلى كونه عقل فيصنف الناس بحسب أفكارهم ومشاعرهم. ولذا فقد نرى أنفسنا على أساس الإدراك أو النوايا أو قد نراها على أساس المعرفة ومعدل الذكاء أو قد نراها على أساس التعليم والشهادات.

من أين تأتينا الأفكار؟ وهل هي أفكارنا أم أفكار الآخرين؟ هناك الكثير من المصادفات التي تحدث لنا في حياتنا ولكن... هل لأفكارنا دور في حدوث هذه المصادفات؟

"أنا أفكر إذاً أنا موجود"... مجرد هراء!

لقد قيل من قبل "أنا أفكر إذاً أنا موجود"... إنها تبدو جملة عميقة المعنى وفلسفية جداً لدرجة أن الغرب نسب هويته كاملة لهذه الجملة، ولكنها مجرد هراء غير صحيح فهي تقول أنا موجود بسبب العقل... بينما الحقيقة عكس ذلك تماماً، العقل موجود لأني أنا موجود. إن جملة "أنا أفكر إذاً أنا موجود" أشبه بمشاهدة فلم والاقتناع بأنه حقيقة وبأنه سبب وجود آلة التصوير! ولكن الواقع هو أن آلة التصوير هي سبب وجود الفلم! ولذا ستكون الجملة أكثر دقة لو كانت "أنا موجود إذاً أنا أفكر" فأنت موجود سواء بالتفكير أو بدونه! وذاتك الحقيقية تسبق تفكيرك وحمداً لله لا تعتمد عليه!

الآخرون يفكرون... إذاً أنا موجود؟

من نظن أنفسنا يختلف تماماً عمن يعتقدنا الناس... إلى أي درجة نأخذ بآراء الناس عنّا؟ دائماً،في بعض الأحيان، نادراً، لنواجه الأمر... إننا نأخذها أكثر مما نتصور! فمجرد ما أن يقول أحد ما "إنه سمين!" أو "إنها جذابة!" نعتقد فوراً بأنها حقيقتنا والتي تبين لنا من نحن! وبحسب طباعنا الفردية إمّا سنأخذ المدح ونلقي الانتقاد أو نأخذ الانتقاد ونلقي المدح... ولكننا نصل في النهاية إلى مجموعة آراء مزدحمة في رأسنا أغلبها ليست لنا!

لا أحد يعيش لوحده لأنه يعيش مع الجميع! فكل شخص قابلته في حياتك لا بد أنه يعيش معك بآرائه وأحكامه التي ما زالت تدور في رأسك. نعم... فكل تعليق ومدح ونقد عبارة عن صوت يتحدث إليك فتخيل جميع هذه الأصوات تخبرك من أنت ومن ينبغي أن تكون! ولكن اللوم لا يقع عليهم فأنت من استضفتهم في فندقك! والآن أصبح هذا الفندق ممتلئ والوحيد الذي يريد أن يخرج هو أنت... والطريقة الوحيدة لإخراجهم وتنظيف الفندق هي البدء بطلب المغادرة منهم، فقل لهم "لقد أحببت تواجدكم ولكني الآن أريد مكاناً هادئاً لنفسي!" وعندما تصبح مستعداً أكثر وأكثر لأن تعرف نفسك سيرحل الضيوف ويخلو الفندق. بمجرد التخلص من آراء الآخرين تستطيع أن ترى آرائك أنت... وبتنظيف وتصفية أفكارك التي تتعلق بك ستحصل على مساحة كافية لأن ترى من "أنت" الحقيقية! هذه هي عملية التأمل والتي تعتبر الطريقة الوحيدة لتصفية كل ما يوجد بداخلك.

باختصار، إننا نعتمد على العقل سواء كان عقلنا أو عقول الآخرين لتخبرنا من نحن.. نعطيها الصلاحية لتخبرنا كيف تكون الحياة بدلاً من أن نجربها بأنفسنا... فنستمع إلى جميع الأفكار والآراء والأصوات.. "أنت غبي" "أنت كسول"... ونصدق بأنها نحن.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة