جميعنا نبحث عن شيء ما... سواء كان الشخص المناسب أو المال أو أفخم السيارات أو أعلى المناصب أو الجسم المثالي أو الجنس! قد نبحث عن حياة الحفلات الصاخبة أو الحياة الهادئة فقط! إننا دائماً نلاحق شيئاً ما سواء كنا مدركين للأمر أو لا، فكم شخصا تعرفه يستطيع أن يقول لك بكل صدق "لا أريد أي شيء" هل يوجد هذا الإنسان؟! إذا استطعنا أن نلخص بحثنا ليصل إلى كلمة واحدة فقط فما هي هذه الكلمة؟ الحب؟ السلام؟ السعادة؟ الأمن؟ النجاح؟ الكمال؟ البيت؟ الشيء؟
إن الغريب في الأمر هو أننا جميعاً نعلم بأن هناك أمر ما ينبغي أن نصل إليه ولكننا لا نعلم ما هو بالضبط وأين نبحث عنه بالتحديد! بعضنا يعتقد بأنه يعرف ما يريد إلى أن يصل إلى هذا الشيء ليكتشف حينها بأنه "في الحقيقة ليس هذا!"
وبالرغم من أننا نبدو وكأننا نسير جميعاً وراء أهداف مختلفة إلا أننا نبحث في الأساس عن شيء واحد... ذاك الشيء الغامض والمحير.. سمّه ما شئت! فطرق بحثنا والزوايا التي ننظر فيها والسرعة التي نسير بها هي ما يختلف من شخص لآخر. بعضنا يبحث في هذا العالم ويكتفون بقلب الصخرة الغريبة الشكل فقط بين وقت وآخر ليروا ما الذي يمكن أن يكون تحتها... بينما بعضنا الآخر يسير في طريق واحد لينجز "المهمة" التي ينبغي القيام بها فيفتح جميع الأبواب ويغوص في كل الزوايا.. إذاً فالفرق في الطريقة فقط ولكن جميعنا نبحث عن الإجابة لسؤال حتى لم نعرف ما هو... إن السؤال هو "من أنت؟" والإجابة هي "أنت هو أنت!"
قد تسأل "وما الفائدة من البحث عن شيء موجود؟ يا له من أمر في غاية الغباء".. إني أتفق معك... ولكن عند قراءة أمر ما لا يعني أننا أصبحنا نعرفه، فالفرق شاسع بينهما. وقد نسأل ما سبب صعوبة هذا البحث وغموضه؟ في الحقيقة إنه ليس كذلك ولكنه يبدو هكذا! فمعرفة أنك أنت هو أنت من أسهل وأصعب الأمور التي ستقوم بها. إنه أشبه بالقفزة الطويلة... فعملية القفز هي التي تحتاج إلى الجهد وبمجرد ما أن تصبح في الهواء تصل إلى هواك....
إن البحث لا يبدو صعباً، إلا أننا لسنا معتادين على القيام بالأمور البسيطة! إن البحث عن حقيقتنا أشبه بسمكة في المحيط تبحث عن الماء! كأننا نبحث عن عيوننا... كأننا نشعل ضوءاً في الكهف لنبحث عن الضوء... إنه موجود أمامنا ونعلم بأنه موجود ولكن لسبب ما لا نستطيع إيجاده! لماذا؟ لأننا نضع على أعيننا نظارات داكنة السواد فهناك حاجز عليها يمنعنا من الرؤية بوضوح.. وهذا الحاجز هو العقل والتفكير المستمر.. فطالما نعتقد بأننا نعرف من نحن فلن نستطيع اكتشاف من نحن!
في الحقيقة لن نتوقف عن هذا البحث إلى إن نعرف حقيقتنا... فإلى أن تمتلئ معدتنا سنبقى جائعين... إلى أن نجد أجوبة لهذه الأسئلة "ما هي الحياة؟" و"ما هو الموت؟" و"لماذا أنا هنا؟" سنظل نسأل... ولن تختفي جميع الأسئلة والأجوبة أيضاً إلا إذا وجدنا أنفسنا. فالسمكة الموجودة في البحر لا تشعر بالعطش.. ولا حقيقتك تشعر بالجوع...
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.