أكثر الناس يعتقدون أنهم يستطيعون أن يحبوا فقط حين يعثرون علي الشخص المناسب، هذا غير منطقي! لا تستطيع أن تجد الشخص المناسب! لا يوجد أي شخص مناسب وكامل وإذا كان موجوداً فهو لا ييبحث عنك لأنك أنت أيضاً لست كاملاً ومناسباً..
سمعتُ مرة أنه كان هناك عازباً يجوب كل العالم بحثاً عن المرأة المناسبة وفي عمر السبعين سأله أحد: "في كل هذه الأعوام التي كنتَ تبحث عن المرأة المناسبة ألم تجد واحدة في العالم؟ فأجابه: نعم وجدتها. فسأله: لماذا لم تتزوجها إذن؟! فأجابه: هي أيضاً كانت تبحث عن الشخص المناسب.
وتذكّر أيضاً أن الشخص الكامل يحتاج إلي نوعية خاصة من الحب التي لا تتناسب مع متطلباتك. أنت حتى لا تفهم الحب الذي يمكنك أن تعطيه، فكيف يمكنك أن تفهم الحب الذي عند الحكماء والأنبياء؟
أولاًيجب أن تفهم الحب... هذا الحدث الطبيعي. حتى إذا لم يحدث لك، تعرّف عليالطبييعة البشرية وتذكر دائماً ألا تبحث عن الشخص الكامل والمناسب لأنك لن تجد الشخص المناسب، ولن تشعر بالسعادة أبداً...
إذا أردت أن يزدهر ويينمو الحب فلا تبحث عن الكمال. الحب لايتعلق بالآخريين: الشخص المحبّ يحب، بكل بساطة مثلما يعيش يأكل و?تنفس وينام.... إذا كنتَ محباً ستُحب في أي مكان وزمان. بالضبط كالنَفَس: أنت لا تبحث عن هواء نقي ونظيف لتتنفسه! أنت تتنفس في كل مكان حتى في الأماكن الملوثة... لا تستطيع أن تقول أنا لا أجد الهواء النقي إذن لن أتنفس!! كذلك إذا كنتَ تتضوع جوعاً فستأكل أي شيء أو كنت عطشاناً فستشرب أي شيء ولن تجعل له شرطاً. إذن الشخص المحب يحب... لأن الحب سيكون البنية الطبيعية له... كذلك لا ييسأل عن الكمال لأن الحب لن يزدهر بهذه الطريقة بالعكس سيكون حقوداً... الناس الذيين يبحثون عن الكمال هم ناس حقودين جداً، حتى إذا عثروا علي الحب سييضلّون يصرّون علي الكمال وهكذا يدمرون الحب.
إذا أحب رجلاً امرأة أو أحبت امرأة رجلاً؛ تبرمجه في الحال! تبرمجه علي أن يكون كاملاً: فقط لأنه يحبها وكأنه ارتكب جريمة بهذا الحب. والآن يجب أن ييكون كاملاً، أن يترك كل ما كان عليه؛ هكذا فجأة لمجرد أنه أحب هذه المرأة؟
وهكذا لا يستطيع أن يكون إنساناً: يجب أن يكون شيئاً فوق الإنسانية أو أن يكون كذاب ومنافق وخائن. من الصعب أن تكون شخصاً خارق فوق العادة ومن السهل أن تكون مخادعاً، إذن ستتظاهر وتمثل وتلعب باسم الحب... تذكر لا تبحث عن الكمال... إذا وجدتَ شخصاً يحبك فكن ممتناً له، لا تحاول أن تبرمجه لأنه لايمكنك أن تجبر أحد علي أن يحبك؛ إذا أحبك شخص، فهذه معجزة، إذن تمتع بها.
أكثر الناس لا يتمتعون بها لأسباب صغيرة وتافهة هم يدمرون القابلية علي الحب. لا أحد يكترث للحب أو المتعة الكل يهتم بالغرور والأنانية...
اهتمّ بالمتعة فقط، وكل شيء آخر ليس أبدي... الحب هو البنية الطبيعية بالضبط مثل النفَس، وإذا أحببت شخصاً لا تبرمجه لأنك هكذا تغلق الأبواب؛ لا تتوقع منه أي شيء، إذا صادف وأن أعطاك ما توقعته فكن شاكراً وإلا الحب لا ?حتاج إلي دليل وبرهان.
راقب الناس، الكثير منا لا حمداً ولا شكوراً... إذا طبخَت الزوجة طعاماً لا تشكرها أبداً، أنا لا أقول أن تكتب لها شعراً علي كل طبخة ولكن كن شاكراً بعينيك؛ أكثر الناس لايشكر لأن هذا هو عملها!! من قال هذا؟
كذلك المرأة لا تشكر الزوج لأنه ?تعب ويجني المال لأن هذا عمله!!
هذه أفكارنا نحن. كيف ينمو وينضج الحب في مثل هذا المكان؟ الحب بحاجة إلي امتنان وشكر لا يحتاج إلي برمجة ووشم.
لا تفكر كيف تحصل علي الحب! كن محباً في البداية. أكثر الناس يفكر كيف يمكنه أن يكون محبوباً ويأخذ أكبر كمية من الحب، ولا أحد يفكر كيف سيكون إذا أحب؟!
الكل يفكر بالحصول علي الحب وليس بإعطائه، حتى المحبين يحبون حتى يحصلوا علي الحب بالمقابل، وهذه الطريقة هي أشبه بالعمل، أي أن الطرفين يفكر بالأخذ والعطاء والربح.
الحب ليس صفقة. إذن لا تحوله إل يربح وخسارة لأنك ستفقد أي شيء جميل فيه. كل الصفقات بشعة وتفتقد الجمال...الكون لا يعرف الصفقات. الأشجار تثمر، هذه ليست صفقة؛ النجوم تلمع، هذه ليست صفقة أيضاً! أنت لا تصلّي لهذا الحدث. لا أحد يبرمج أي شيء لك.
العصفوريطير ويجلس علي نافذتك ويغني؛ لا يسألك أن تمدحه أو أن تقدره؛ بكل بساطة هو يغني بفرح ويطير،يترك التوقعات وراء ظهره.
بهذه الطريقة ينمو الحب. بالعطاء... ولا تنتظر ما سيعود عليك من جراء هذا الحب، أكيد ستحصل علي شيء بالمقابل وما تحصل عليه سيأتيك بألف طريقة، بطريقة طبيعية جداً. سيأتي من تلقاء نفسه، إذن لا تبرمجه... إذا برمجته لن تحصل عليه، إذا برمجته ستقتله، أعطي فقط وكن معطاءً...
أكيد سيكون صعباً في أول الطريق لأنك تعلمتَ في كل حياتك أن لا تعطي بل تأخذ... بجب أن تحارب متطلبات نفسك. كل الأحاسيس متجمدة في قلبك لذلك لا تستعجل وخذ خطوةً تلو أخرى.. في البداية ستكون بارداً ومن ثم تذوب وينهر نهر الحب في قلبك.
أولاً ابتعد عن الوالدين، إذا ابتعدت عنهم فأنت تبتعد عن المجتمع وإذا ابتعدت عنهم فأنت بعيد عن الحضارات والتعاليم وكل شيء. ستحس بالذات الفريدة؛ وأنك لست جزءاً من كل هذه الفوضى... أنت فريد من نوعك أنت مع ذاتك، هذا هو النضج...
النضج يعني أنك لست بحاجة إلي الأهل، الناضج هو الشخص الذي لا يتعلق بشيء أو بشخص حتى يرشده ويعلمه. الناضج هو الشخص الذي يشعر بالسعادة مع ذاته ونفسه وتصبح هذه الوحدة كأغنية أو حفلة. الوحدة ليست وحشة بل هي فرح الروح هي كالتأمل.
يجب أن تخرج من رحم الأم في يوم من الأيام، إذا لم تخرج ستموت.. هكذا يجب أن تخرج من رحم العائلة في يوم من الأيام حتى تذهب للمدرسة ومن ثم يجب أن تخرج من رحم المدرسة وتدخل في رحم أكبر ولكن أنت من الداخل لا تزال طفلاً ولا تزال في الرحم.
طبقات وطبقات من الأرحام التي يجب أن تكسرها. هذه ما نسميه في الشرق الولادة الثانية... موتوا قبل أن تموتوا... حين تصل إلي هذه المرحلة تحس بالحرية من ضغوط الوالدين، والجميل في كل هذا هو أنك تحس بالامتنان والشكر لهم أيضاً. هذا الإحساس المتناقض موجود في شخص يحس بالسماح والغفران بالنسبة لهم ويحس بالحب والرحمة، وهو يقدرهم لأنهم كانوا يعانون من هذه المشاكل أيضاً. لا يحس بالغضب أبداً وهو مستعد ليعمل أي شيء حتى يحرر والديه مما كانوا عليه من قبل، حتى هم أيضاً يتمتعون بالوحدة الذاتية.
أن تكون فريداً هذه أول خطوة وألا تركض وراء الكمال هذه الخطوة الثانية، أحبّ الناس العاديين، العاديين جداً، وحاول أن تحترمهم لأن كل شخص فريد من نوعه... الخطوة الثالثة هي أن تعطي دون شرط؛ هكذا أنت تتعرف علي الحب.
لا أستطيع أن أشرحه أو أصفه! لا أستطيع أن أحدّد لك وقت النمو! لا أستطيع أن أعلّمك كيف تزرعه، كيف ترويه، وكيف تحميه؟ في يوم ما، أنت ستشعر بوجوده. هكذا ازدهر وأنت تشم رائحته في البيت... هكذا يحدث الحب في كل قلب.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.