العرب اول من سكن مصر والنبى محمد صلى الله علية وسلم من اصول مصرية
العرب أول من سكن مصر والنبى محمد " ص " من أصول مصرية / محمود خليل
العرب أول من سكن مصر
والنبى محمد " ص " من أصول مصرية
* محمود خليل
الصحفي محمود خليل
كان لسيدنا إبراهيم عليه السلام زوجتان, "ساراى" وتتحدث العبرانية و"هاجر" وتتحدث العربية وأمر الله إبراهيم أن يغير اسمه هو وسارة زوجته من الأسماء العبرية "إبرام وساراى-" إلى العربية "إبراهيم وسارة" وأسكن سيدنا إبراهيم سارة فى القدس ومن نسلها كان العبرانيون, وأسكن هاجر فى صحراء مكة ومن نسلها كان العرب.
هاجَر سيدنا إبراهيم من أرض النهرين وأخذ معه زوجته سارة وابن خالته سيدنا لوط عليه السلام ذهبوا إلى مملكة الأقباط – مصر- وهناك حاول الملك أن يغتصب سارة وكلما اقترب دعت ربها فيصرع, وكلما أفاق يقترب وهى تدعو الله فيقع صريعا إلى أن اقتنع أنها بحماية من الله عز وجل فأهدى إليها أميرة قبطية – مصرية- اسمها هاجر إكراماً لها وليس خادمة كما يدعى اليهود فى كتبهم المكذوبة.
ويجب أن نلاحظ أن مصر كانت تسمى مملكة الأقباط فى عهد سيدنا إبراهيم أى إن الأقباط مصريون وليس مسيحيون كما يدعى المسيحيون المعاصرون فى مصر لأغراض فى نفوسهم.
مضى سيدنا إبراهيم إلى فلسطين وفي الطريق وعندما وصلوا إلى قرية "سدوم" على سواحل البحر الميّت أمر سيدنا إبراهيم سيدنا لوطاً أن يسكن في تلك القرية ويدعو أهلها إلى عبادة الله سبحانه أما سيدنا إبراهيم فقد واصل طريقه مع زوجته سارة وهاجر إلى أرض فلسطين حيث رأى وادياً جميلاً تحيطه الروابي والتلال فألقى رحله هناك.
ومنذ ذلك التاريخ سكن سيدنا إبراهيم الأرض التي تدعى اليوم بمدينة الخليل فى فلسطين المحتلة حيث ضرب سيدنا إبراهيم خيامه في ذلك الوادي الفسيح وترك ماشيته ترعى بسلام وكان ذلك الوادي في طريق القوافل المسافرة، لهذا كان يقصده الكثير من المسافرين فيجدون عنده الماء العذب، والطعام الطيب وكرم الوفادة والاستقبال الحسن، والكلمات الطيبة.
حيث كان سيدنا إبراهيم يتحدث مع ضيوفه، داعيا إلى عبادة الله الواحد الأحد الذي لا شريك له ولا معبود سواه, وبمرور الأيام والأعوام عرف الناس سيدنا إبراهيم كرجل صالح كريم أمين وعرفوا أخلاقه وصلاحه وعبادته وتقواه وحبّه للضيوف وللخير والناس.
رغم ذلك الحب والتقدير لسيدنا إبراهيم من الناس فإنه كان حزينا لأنه كان يتمنّى أن يكون له طفل خاصة وقد تقدم به العمر وأصبح شيخاً كبيراً وأصبحت زوجته عجوزاً ولم يرزقا طفلاً يأنسا به. ومن شدة حب سيدتنا سارة زوجة سيدنا إبراهيم له قالت له : أنت تحبّ أن يكون لك أطفال وذريّة وأنا أحب أن يكون لنا طفل نرعاه.. يا خليل الرحمن أعرف أنني قد أصبحت عجوزاً ولكنى سوف أهب لك هاجر فتزوّجها لعلّ الله أن يرزقنا منها أولادا.ً
ورفض سيدنا إبراهيم حتى لا تحزن سارة ولكنها أصرت على عرضها وقالت له: سوف أفرح لفرحك وهكذا وهبت سارة سيدتنا هاجر المصرية إلى زوجها إبراهيم فتزوّجها ولم تمض تسعة أشهر حتى سُمع بكاء الطفل وفرح الجميع بميلاد سيدنا إسماعيل.
لقد وهب الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم ولداً اسماه إسماعيل وكان طفلاً محبوباً ملأ قلب أبيه فرحاً ومسرَّة لهذا كان يحتضنه ويقبّله وكان يقضي بعض أوقاته في خيمة أمّه هاجر مما أشعر سارة بالغيرة من هاجر وفى ذات الوقت كانت لا تريد للغيرة أن تأكل قلبها وترفض أن تكره أو تحقد على هاجر بسبب ذلك .
ولهذا طلبت من سيدنا إبراهيم أن يبعد هاجر لأنها كلما رأتها تغار منها وتحقد عليها وهي لا تريد أن تدخل النار بسبب تلك الغيرة فلقد تحمّلت العذاب والهجرة بسبب عدم إيذاء هاجر وابنها إسماعيل وإيمانها بزوجها إبراهيم وظلّت مؤمنة بربها وبرسوله إبراهيم وظلت صابرة طوال هذه السنين, ولهذا بشرت الملائكة سيدنا إبراهيم وسارة بولدين متعاقبين هما إسحاق ويعقوب.
قضت مشيئة الله سبحانه وتعالى أن يأخذ إبراهيم هاجر وابنها إسماعيل إلى أرض بعيدة في الجنوب ممتثلا لأمر الله سبحانه وتعالى فشدّ الرحال إلى مكان مجهول لم يذهب إليه من قبل وسار إبراهيم مع زوجته هاجر، ومعهما إسماعيل الطفل الرضيع أيّاماً طويلة وفي كل مرّة وعندما يرى سيدنا إبراهيم مكاناً جميلاً أو وادياً معشباً كان ينظر إلى السماء كان يتمنّى أن يكون قد وصل المكان الموعود ولكن الملاك يهبط من السماء ويخبره باستئناف المسير.
وهكذا ظل سيدنا إبراهيم يسير ويسير ومعه زوجته هاجر وهي تحمل طفلها الرضيع وبعد أيام طويلة وصلوا أرضاً جرداء عبارة عن وادٍ ليس فيه سوى الرمال وبعض شجيرات الصحراء الجافّة وفي ذلك المكان هبط الملاك وأخبر سيدنا إبراهيم بأنه قد وصل الأرض المقدسة .
ونزل سيدنا إبراهيم في ذلك الوادي الذي كان وادياً خالياً من الحياة حيث لا نهر فيه ولا نبع ولا يعيش فيه إنسان, إنها إرادة الله أن يعيش الصبي إسماعيل وأمّه في هذا المكان الموحش وقبّل سيدنا إبراهيم طفله إسماعيل الذي بكى من أجله وهو يتركه وأمه هاجر في هذا المكان وبكى إبراهيم من أجليهما .
التفتت هاجر حوليها فلم تر شيئاً سوى الرمال والصخور والجبال الصماء فقالت لزوجها: أتتركنا هنا في هذا الوادي الموحش؟ فيرد عليها: لقد أمرني الله بذلك يا هاجر.
ولأن هاجر كانت امرأة مؤمنة وموحدة عرفت أن الله رءوف بعباده ويريد لهم الخير والبركات فقالت لإبراهيم : ما دام الله هو الذي أمرك فهو كفيلنا وهو يرعانا, إنه لا ينسى عباده.
ابتعد إبراهيم بعد أن ودّع ابنه وزوجته ثم وقف فوق التلال ونظر إلى السماء وابتهل إلى الله أن يحفظهما من الشرور.
اختفى إبراهيم عن أعين سيدتنا هاجر وسيدنا إسماعيل وفرشت هاجر لابنها جلد كبش، وقامت لتصنع لها ولطفلها خيمة صغيرة وكانت تعمل بكل طمأنينة فهى تؤمن أن هناك من يرعاها ويرعى وليدها, وكانت في النهار تجمع بعض الحطب وفي المساء توقد النار وتصنع لها رغيفاًً تتعشّى به، وكانت تسهر معظم الليل وهي تنظر إلى السماء والنجوم.
مضت عدّة أيام وهاجر على هذه الحال حتى نفد ما معها من الماء ولم يبق في القربة قطرة واحدة والقصة معروفة ورواها القرآن الكريم حيث استنجدت بالله سبحانه وتعالى من تلك الصحراء القاحلة - التى أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم بأن يتركهما فيها لحكمة اعمارها- بقوله حسب ما يذكره القرآن الكريم (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) إبراهيم37.
وأخذت تسعى بين جبلي الصفا والمروة حتى تفجرت عين زمزم تحت قدمي إسماعيل... إيذانا ببدء أول تجمع بشري في تلك الصحراء القاحلة حيث بدأت القبائل العربية تأتي إلي تلك البقعة طلبا للماء واستأذنوا من السيدة هاجر في الجوار والإقامة فأذنت لهم وتم تعمير الجزيرة العربية التي لم يسكنها بشر من قبل.
بين تلك القبائل العربية, نشأ سيدنا إسماعيل عليه السلام ثم أتى سيدنا إبراهيم إلى مكة حيث أقام الكعبة هو وسيدنا إسماعيل عليهما السلام وتم رفع قواعد البيت العتيق واختارت سيدتنا هاجر - أم العرب التي هي في الأصل مصرية- زوجة مصرية من قبيلتها لابنها إسماعيل "أبو العرب".
إذا فهاجر كانت على صلة بأهلها القبط – المصريين- ولم تنقطع عنهم وكانت تزورهم وبعد أن تزوج ابنها إسماعيل, تمكث أيضا زوجته المصرية معهما في هذه البقعة من الصحراء, إذن فالأسرة المصرية هاجرت إلى هذا الموقع لتسكن فيه لماذا؟.. لابد من وجود سبب مهم؟..
أما السبب فهو نسل إسماعيل وزوجته المصرية حيث سكنت قبيلة قريش بمكة المكرمة التي كانت جزءا من مصر في ذلك الوقت لذلك فالعرب يعتبرون مصريي الجنسية وأمهاتهم مصريات وهؤلاء هم العرب أي الذين ينطقون العربية الفصحى التي نزل بلسانهم القرآن وغيرهم يسمون الأعراب واشتهروا بقرض الشعر والأدب والتجارة والأخلاقيات الحميدة مثل الكرم والنبل والشجاعة ومساعدة الغير والفروسية.
فى هذه المنطقة وبين هؤلاء العرب "المصريون" ولد النبى محمد صلى الله عليه وسلم ونشأ وترعرع وتعلم ونزل عليه الوحى حتى اكتملت الرسالة الإلهية وبدأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بناء الدولة الإسلامية وتدعيم أركانها وكان من بين مهامه نشر رسالته للعالم أجمع ومن بين من أرسل لهم يدعوهم إلى الإسلام دين رب العالمين وخاتم الرسالات ودين أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم وأبو البشر سيدنا آدم, كان المقوقس ملك القبط ممن كاتبهم وأرسل إليه حاطب بن أبي بلتعة يدعوه إلى الإسلام.
مما جاء في الرسالة: "أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين", وأحسن المقوقس لقاء رسول رسول الله وأخبره بأن القبط لا يطاوعوه على ترك دينه.. ومع ذلك فقد أكرم وفادة حاطب رسول رسول الله وكتب له: قد أكرمت رسولك، وبعثت لك بأميرتين لهما مكان من القبط عظيم وبكسوة ومطية لتركبها والسلام عليك .
وتقبل رسول الله الهدية وأعجبته ماريا فاحتفظ بها، ووهب أختها سيرين إلى حسان بن ثابت رضي الله عنه, وأنزل رسول الله ماريا بمنزل لحارثة بن النعمان قرب المسجد.
البعض يدعى أن ماريا كانت جارية فى قصر المقوقس والحقيقة إنها فرية وكذبة من الإسرائيليات الموضوعة فى الأحاديث النبوية وكتب السيرة ولو كانت كذلك لما قال المقوقس عنها وعن أختها أن لهما مكانا عظيما بين القبط
كانت ماريا القبطية -أي المصرية, أي من مصر, أي من -جبت - على عقيدة اخناتون التوحيدية دين قدماء المصريين ولم تكن مسيحية العقيدة كما يردد البعض لأنه ليس من المعقول أن يزوج الله سبحانه وتعالى نبيه بزوجة غير موحدة والدليل زوجة سيدنا إبراهيم المصرية وزوجة سيدنا إسماعيل المصرية..
وبالتالي فماريا القبطية كانت عقيدتها عقيدة التوحيد وكانت تتحدث اللسان المصري الفرعوني العربي ولم تكن تتحدث اللغة القبطية –لغة المستعمر الروماني- وكانت لغتها مفهومة للعرب ولهذا لم تكن بحاجة إلى مترجم بينها وبين النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
على أية حال تكتمل الحلقات بزواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مصرية بعد زواج سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل من مصريتان, لتصبح مصر بحق أم الدنيا وأم العرب اسما على مسمى, كانت ماريا، تفكر باستمرار في سيدة مصرية مثلها جاءت إلى هذه الديار قبلها وتزوجت من النبي إبراهيم عليه السلام، وأنجبت له إسماعيل نبيا ابن نبي.. وعندما شعرت ببوادر الحمل.. كانت تتمنى أن يختم الله حياتها فتصبح أما لولد محمد صلى الله عليه وسلم كما كانت هاجر أما لولد إبراهيم.
خاف الرسول على ماريا فنقلها إلى العالية بضواحي المدينة، توفيرا لراحتها وسلامتها، وعناية بصحتها وصحة جنينها, وسهر عليها يرعاها، وعندما بلغ الجنين أجله وحانت ساعة الولادة ذات ليلة من شهر ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، دعا رسول الله قابلتها "سلمى زوج أبي رافع"، ثم انتحى ناحية من الدار يصلي ويدعو.. وجاءت أم رافع بالبشرى.. وخفّ رسول الله إلى ماريا فهنأها.. ثم حمل وليده بين يديه فرحا وسماه إبراهيم تيمنا باسم جده وجد الأنبياء.
خيل لماريا أنها نالت مناها.. فها هي تلد للنبي ولدا.. كما ولدت هاجر المصرية من قبل لإبراهيم ابنه إسماعيل.. ولكن لم تكتمل سعادة الأبوين.. فقد مرض إبراهيم وتوفي ولما يبلغ العامين من عمره بعد.. وحرمت ماريا من ولدها الذي قرت به عينها حينا، ثم لم تلبث إلا القليل حتى حرمت من الرسول الذي أوصي المسلمين فقال: استوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما.
وانتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى، وترك ماريا تعيش من بعده خمس سنوات.. لا تكاد تخرج إلا لتزور قبر الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو قبر ولدها فلما ماتت سنة ستة عشرة من الهجرة صلي عليها سيدنا عمر رضي الله عنه ودفنها بالبقيع.
من الواضح بأن اليهود الذين اتبعوا تعاليم سيدنا عيسى عليه السلام ثم فروا من فلسطين إلى مصر هربا من اضطهاد الرومان وأتباع موسى عليه السلام كانوا قلة ولم يدعو أحدا من القبط "المصريين" إلى دينهم بل سكنوا مناطق معزولة كعادة اليهود الذين يفضلون العيش في مناطق معزولة أو " جيتو" ولأن سيدنا عيسى عليه السلام لم يأمرهم بنشر تعاليمه للأميين , أي باقي البشر من غير اليهود , بينما كان الرومان وثنيون يضطهدون القبط "المصريين" وكانوا مكروهين منهم.
فلا يمكن أن يترك المصريين عقيدة التوحيد التى كانت عليها هاجر وماريا وأهاليها من أجل عقيدة وثنية لا تلبى حاجتهم الدينية ولا تتفق مع معتقدهم التوحيدي ولذلك عندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رسالته أرسلها للمقوقس عظيم المصريين - وهو مصري أي " قبطي" أو " جبتي " فعظيم القبط يعنى عظيم المصريين أو حاكم المصريين - ولم يكن مسيحي العقيدة لتسميته عظيم الجبت كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرسل برسالة مماثلة للحاكم الروماني الوثني مثلما بعث إلى المقوقس.
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال قبل وفاته عن مصر وأهلها فى حديث صحيح: " ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا" قال ابن كثير والمراد بالرحم أنهم أخوال إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام وأمه هاجر القبطية "المصرية" وهو الذبيح على الصحيح وهو والد عرب الحجاز الذين منهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوال إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه ماريا القبطية "المصرية" وقد وضع عنهم معاوية الجزية إكرامًا لإبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
إذا كان رسولنا الكريم قد أوصى بأهل مصر خيرا فلأنهم أهل جدته ه اجر المصرية وزوجة جدة سيدنا إسماعيل عليه السلام المصرية وزوجته ماريا المصرية وأخوال ابنه إبراهيم عليه السلام, فهو صلى الله عليه وسلم ابن الذبيحين إسماعيل وعبد الله والجيش الإسلامي الذي فتح مصر كانوا من أولاد هاجر المصرية الذين عادوا إلى وطن جدتهم ليحرروا عائلتها القبط "المصريين" من ظلم الرومان الأجانب.
وقد تمكنوا من تحريرهم بالفعل بقيادة عمرو ابن العاص الذي حرر بلاد بني جدتهم من اضطهاد الاحتلال الروماني المسيحي الوثني, وكان هذا بعلم الرسول صلى الله عليه وسلم.. عن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط.
وفي رواية: ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً. وفي رواية: فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قال العلماء: الرحم تعنى التي لهم وهى هاجر أم إسماعيل وزوجته وزوجة سيدنا محمد وابنه سيدنا إبراهيم عليه السلام ولم يكن المقصود بالحديث هم القبط بمعنى المسيحيين فالنبي صلى الله عليه وسلم كان دقيقا في- حديثه وكلماته وأفعاله لأنه لم يكن ينطق عن الهوى بل يتحدث بلسان المولى عز وجل.
كان المصريون القدماء يتحدثون بلغة مفهومة ومعروفة لعرب شبه الجزيرة العربية -الذين أخذوا لغة سيدتنا هاجر عليها السلام- وهى نفس اللغة المصرية - أي العربية- التي كان يتحدث بها سيدنا موسى عليه السلام -الذي تربى في بيت فرعون وفي وسط الشعب المصري- وهى ذات اللغة التي نزلت بها التوراة, وهي نفس اللغة التي كان يتحدث بها أهل مدين التي هاجر إليها سيدنا موسى بعدما قتل مصريا خطأ , وهي نفس اللغة التي كانت قبائل الجزيرة العربية تتحدث بها.
إذا فمصر وأهلها الجبت أو القبط والعراق والشام والحجاز كانت تتحدث بنفس اللسان العربي والذي كان يشمل عدة لغات مثل اللغة الآشورية التي خرجت منها الآرامية واللغة الأكادية التي خرجت منها العبرية الحالية والحميرية والسبئية والنبطية والعربية والحبشية.
فجميع تلك اللغات كانت بنفس اللسان ونفس جذور الكلمات ثم انقسم اللسان إلى عدة لهجات أو لغات تختلف اختلافاً طفيفاً في طريقة تصريف الأفعال وأدوات النداء والتعريف لا أكثر ولكنها تظل لغات مفهومة لكل المتحدثين بها.
يكفي أن نعرف أنه توجد كلمات كثيرة في اللغة المصرية القديمة وهى نفس الكلمات التي نتحدث بها الآن أما اللغة التي أطلقوا عليها اللغة القبطية فهي لغة لم يتكلمها المصريون أبداً وهى اللغة التي ظهرت بعد الاحتلال الروماني لمصر عام 30 ق.م حيث ابتدع الرومان لغة جديدة للتفاهم مع الشعب المصري -الذي كان يتحدث بلغته العربية التي كانت تكتب بحروف ديومطيقية-
واقتصر استخدامها على اليهود الذين آمنوا بتعاليم سيدنا عيسى عليه السلام, وسموا "أتباع المسيح" دون غيرهم من المصريين الموحدين - أتباع أخناتون الذي يوصف بأنه أحد أنبياء الله - سكان مصر الأصليين, فاللغة القبطية عبارة عن لغة رومانية أدخلت عليها بعض الحروف المصرية.
كانت اللغة المصرية تحتوى على حروف غير موجودة باللغة الرومانية مثل القاف والضاد والغين والعين فقد أدخلت سبعة حروف أخرى على اللغة الرومانية كي تمتلك القدرة على كتابة الكلمات المصرية وهذه اللغة كانت مجرد لغة كتبت بها بعض الأناجيل, ولكنها لم تكن اللغة التي يتحدث بها الشعب المصري الأصيل, فهذا التلاعب بالألفاظ يغير المفهوم وينبغي تصحيحه لأن المصريين كان لهم فكرهم ولغتهم وعقيدتهم التوحيدية!