فضاءات قوص

قوص

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 823.73
إعلانات


القصيدة الهائية للْحَكَمِيِّ

القصيدة الهائية
للشَّيخِ حَافِظِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَكَمِيِّ

ما لي و للدُّنيا وليستْ ببُغْيَتي **** وَ لاَ مُنْتَهى قَصْدي ولستُ أَنا لها
ولستُ بميّالِ إِليها ولا إِلى **** رئاساتِها فتناً وقبْحاً لحالها
هي الدارُ دارُ الهمِّ والغمِّ والعَنا **** سريعٌ تقضِّيها قريبٌ زوالُها
مياسيرُها عُسْرٌ وحزنٌ سرورُها **** وأَرباحُها خسرٌ ونقصٌ كمالُها
إِذا أَضحكتْ أَبكتْ وإِن رامَ وصلَها *****غبيٌّ فيا سُرْعَ انقطاعِ وصالِها
فأَسأَلُ ربي أَنْ يحولَ بحوله ***** وقُوَّتِهِ بيني وبين اغتيالِها
فيا طالبَ الدنيا الدنيئةِ جاهداً ***** أَلا اطلبْ سواها إِنها لا وفا لها
فَكَمْ قَدْ رأَينا من حريصٍ ومشفقٍ ***** عليها فلمْ يَظْفَرْ بِها أَن ينالَها
لَقَدْ جاء في آيِ الحديدِ ويُونسٍ ***** وفي الكهفِ إِيضاحٌ بضربِ مثالِها
وَفي آلِ عمرانَ وسورةِ فاطرٍ **** وفي غافرٍ قد جاء تِبْيانُ حالِها
وَفي سورةِ الأَحقافِ أَعظمُ واعظٍ ***** وكمْ من حديثٍ موجبٍ لاعتزالِها
لَقَدْ نظروا قومٌ بعينِ بصيرةٍ ***** إِليها فلمْ تَغْرُرْهُمُ باختِيالها
أُولئك أَهلُ اللهِ حقّاً وحزبُه **** لهم جنةُ الفردوسِ إِرثاً ويا لها
ومالَ إِليها آخرونَ لِجَهْلِهِمْ *****فلمَّا اطمأَنُّوا أَرشَقَتْهُمْ نِبالُها
أولئك قومٌ آثروها فأَعقبوا**** بها الخِزْيَ في الأُخرى وذاقوا وَبالَها
ومالَ إِلَيْها آخَرونَ لِجَهْلِهِمْ**** فلمَّا اطْمَأَنُّو أَرْشَقَتْهُمْ نِبالُها
فَقُلْ للذينَ اسْتَعْذَبوها رُوَيْدَكُم**** سَيَنْقَلِبُ السُّمُّ النقيعُ زلالَها
لِيَلْهوا ويغترُّوا بها ما بدا لهُمْ**** متى تبلُغِ الحلقومَ تُصْرَمْ حبالُها
ويوم توفَّى كلُّ نفسٍ بكَسْبِها **** تَوَدُّ فداءً لو بَنيها ومالها
وتأْخذُ إما باليمينِ كتابَها **** إِذا أَحسنتْ أَو ضدَّ ذا بشِمالِها
ويبدو لَدَيْها ما أْسَرَّتْ وأَعلنتْ **** وما قدَّمَتْ من قولِها وفعالِها
بأَيدي الكرامِ الكاتبينَ مسطرٌ**** فلم يُغْنِ عنها عُذْرُها وجدالُها
هنالك تدري ربحَها وخسارَها **** وإِذ ذاك تَلْقى ما إليه مآلُها
فإن تكُ من أَهل السعادةِ والتُّقى **** فإِنَّ لها الحسنى بِحُسنِ فِعالِها
تفوزُ بجنَّاتِ النعيمِ وحورِها **** وتُحْبَرُ في روضاتِها وظلالِها
وترزقُ ممَّا تَشْتَهي من نعيمِها ***** وتشربُ من تَسْنيمها وَزُلاَلِها
وَإِنَّ لهم يومَ المزيدِ لموعداً **** زيادة زُلْفى غيرُهُم لاَ ينالُها
وجوهٌ إِلى وجهِ الإِلهِ نواظرُ **** لقد طالَ ما بالدمعِ كانَ ابتلاؤها
تجلى لها الربُّ الرحيمُ مسلِّماً **** فيزدادُ من ذاك التَّجلِّي جمالُها
بمقْعَدِ صدقٍ حبَّذا الجارُ ربُّهم **** ودارِ خلودٍ لم يخافوا زوالَها
فواكِهُها ممَّا تَلَذُّ عيونهُم **** وتَطَّرِدُ الأَنهارُ بين خلالِها
على سُرُرٍ موضونةٍ ثم فرشهم ****كما قال فيه ربُّنا واصفاً لها
بطائِنُها إِسْتَبْرَقٌ كيف ظَنُّكُم **** ظواهِرُها لا مُنْتَهى لجمالِها
وإِن تكنِ الأُخرى فويلٌ وحسرةٌ **** ونارُ جحيمٍ ما أَشدَّ نَكالَها
لهم تحتَهُم منها مهادٌ وفوقَهم **** غواشٍ ومِنْ يحمومٍ ساء ظلالُها
طعامُهُمُ الغسلينُ فيها وإِن سُقُوا **** حميماً بهِ الأَمعاءُ كان انْحِلالُها
أَمانِيُّهم فيها الهلاكُ وما لَهم ***** خروجٌ ولا موتٌ كما لا فنا لها
مَحَلَّيْنِ قل للنفسِ ليس سواهما **** لِتَكْسَبْ أَو فَلْتَسْكُتْ ما بدا لها
فطوبى لنفسٍ جَوَّزَتْ وتَخَفَّفَتْ **** فَتَنْجو كفافاً لا عليها ولا لها


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة