يا أمتي
يا أمتي
أنـَّتْ سعادُ لزفرتي وتألمي
وأتـَتْ تـُسَائلُ عن جوابِ تجهمي
لما رأتْ نفسي تعاظمَ حزنـُـها
قالتْ بـُنـَىَّ دعِ المشيئة َ تـحكم ِ
صـرِّحْ بما تُخفِي تجدْ بعضَ الدوا
فالحزنُ لا يشفيه طولُ تكتم ِ
أخبرتـُها أنَّ الأحـبـةَ حــالـُهم
قد صار يـــا أمي كما لم يـَعـْظـُم ِ
هل مخــــبرٌ عني الأحـبـة َأنهم
كالغـثِّ صــار بكلِّ وادٍ يرتمي
ذى أمتي بـين الشـعوبِ تضايـعـتْ
أمالــُها وكأنها في مــأتـــم ِ
تمشي كما يمشي الذي يغشاه مو
تٌ أو يعيشُ لغاية لم تـُرْسَــم ِ
يا أمــة ً كـانت تـتـيـهُ بعــزِّها
وبمجدِّها بــينَ الشعوبِ وتنتمي
والآن يحكمُ أمرَها أهواؤُها
زعمًا بما علمتْ ومــا لــم تـعـلـم ِ
كانت إذا شاء العداةُ قــتـالـَها
همَّ الــرجالُ وأقسموا بالمـُقـْسـَم ِ
لا والضحى والليل ِ تأتي بعده
شمسٌ تذيبُ ظلامـَه لم يـعـتـم ِ
أمي فداؤُك فى الحروبِ نفوسُنا
ومدادُ سيفي فى الطعانِ لظى دمي
يا أم إني قد جعلـتـُك في جوا
نح ِ مهجتي فلتسعدي ولتسـلمي
الشمسُ كانت لا تغيبُ بأرضِها
أنوارُها وتضيءُ كلَّ مُعـَتـَّم ِ
فمن المحيطِ إلى الخليجِ شعوبُها
شعبٌ يعيشُ بوحدة ٍلم تـُقسَم ِ
ذي أمتي ـ هل يا ترى ذي أمتي
أيامَ كانت في المقام ِالأكرم ِ
أين الصناديدُ الذين أنوفـُهم
تأبى الهوانَ وكلَّ عـيـش ٍمرغــم ِ
أين الرجالُ الموقدون بنورِهم
أمجادَهم وسطَ الزمان ِالمـظلم ِ
الحـامـلـون حـيـاتـَهـم بـأكـفـِّهـم
لا يرهبون مـنـيـة ً إنْ تـَقـْدمِ
الناحتون على الصعابِ طريقـَهم
الخائضون لظى ونارِ جهنم ِ
الباذلون بكلِّ وقتٍ روحـَهم
حتى ولـو وسط َالعـرين ِالمُضْرَم ِ
من ديوان ( هموم مواطن )
محمد أبو الفرج
دمياط - مصر