رمضان فى مصر .... حكايات لها العجب رمضان فى العصر العثمانى
العصر العثمانى :
في عصر الإمبراطورية العثمانية في التاسع والعشرين من شعبان كان القضاة الأربعة يجتمعون وبعض الفقهاء والمحتسب بالمدرسة المنصورية في " بين القصرين " ، ثم يركبون جميعًا يتبعهم أرباب الحرف وبعض دراويش الصوفية إلى موضع مرتفع بجبل المقطم حيث يترقبون الهلال ، فإذا ثبتت رؤيته عادوا وبين أيديهم المشاعل والقناديل إلى المدرسة المنصورية ، ويعلن المحتسب ثبوت رؤية هلال رمضان ويعود إلى بيته في موكب حافل يحيط به أرباب الطرق والحرف بين أنواع المشاعل في ليلة مشهودة .
وفي صباح أول أيام رمضان يصعد المحتسب والقضاة الأربعة إلى القلعة لتهنئة " الباشا " الوالي ، فيخلع عليهم " قفاطين " كما جرت العادة ، وفى بيوت الأعيان كان السّماط يُمدّ للناس ولا يُمنع من يريد الدخول ، وكانت لهم عادات وصدقات في ليالي رمضان يطبخون فيها الأرز باللبن ، ويملئون من ذلك قصاعًا كثيرة ويوزعون منها على المحتاجين ، ويجتمع في كل بيت الكثير من الفقراء فيوزعون عليهم الخبز ويأكلون ، ويعطونهم بعد ذلك دراهم ، خلاف ما يوزع من الكعك المحشو بالسكر و" العجمية " وسائر الحلوى .
ايام الحملة الفرنسية :
وفي زمن الحملة الفرنسية في مصر ، وفي ليلة الرؤية كان قاضي القضاة والمحتسب ومشايخ الديوان يجتمعون ببيت القاضي " المحكمة " بين القصرين ، وعند ثبوت الرؤية يخرجون في موكب يحيط بهم مشايخ الحرف و" جملة من العساكر الفرنساوية "، وتطلق المدافع والصواريخ من القلعة والأزبكية .
وكانت كسوة الكعبة تُودع بمشهد مولانا الإمام الحسين حتى موعد " دوران المحمل " في الأسبوع الثالث من شهر شوال ، وفي رمضان 1215هـ " توجَّه الوكيل " " الجنرال فورييه " ومشايخ الديوان إلى المشهد الحسيني لانتظار حضور " نابليون بونابرت " بسبب الكشف على الكسوة ، وازدحم الناس زيادة على عادتهم في رمضان ، فلما حضر ونزل عن فرسه عن الباب وأراد العبور للمسجد رأى ذلك الازدحام ، فهاب الدخول وخاف العبور وسأل من معه عن سبب هذا الازدحام ، فقالوا : " هذه عادة الناس في نهار رمضان يزدحمون دائمًا على هذه الصورة في المسجد ، ولو حصل منكم تنبيه كنا أخرجناهم قبل حضوركم ، فركب فرسه وكرَّ راجعًا وانصرف " .
وفي العام التالي 1216هـ كانت الأوضاع لا تسمح بمظاهر احتفالية ، خاصة مع تصاعد المقاومة الشعبية لجيش الاحتلال الفرنسي ، ولم تُعْمل فيه الرؤية على العادة ، خوفًا من عربدة العساكر .
وكان نابليون بونابرت يصدر أمره بالمناداة في أول رمضان بألا يتجاهر غير المسلمين بالأكل والشرب في الأسواق ، وألا يشربوا الدخان ولا شيئًا من ذلك بمرأى منهم ، كل ذلك لاستجلاب خواطر الرعية ، كما أقام نابليون عام 1798م في الإسكندرية بطارية مدفع فوق كوم الناضورة مزودة " بكُرة " ، وتتصل البطارية بمرصد حلوان بحيث يتم إسقاط الكرة ساعة غروب الشمس ، فتحدث صوتًا ، وأصبح هذا الصوت إيذانا بموعد الإفطار وأطلق عليه " كرة الزوال " .