رمضان فى مصر .... حكايات لها العجب
رمضان فى مصر .... حكايات لها العجب
اختلفت مظاهر رمضان على مر العصور ، فكان لكل عصر سمات وعادات ومظاهر خاصة به ، منها ما استمر وبقي ومنها ما اندثر وأصبح في طي النسيان ..
وعن المظاهر والاستعدادات لاستقبال شهر رمضان التي تتم في مصر أيام زمان يقول المؤرخ إبراهيم عناني - عضو اتحاد المؤرخين العرب :
إن العادة التي كانت جارية من الأيام الأفضلية في آخر جمادى الآخرة من كل سنة أن تغلق جميع قاعات الخمّارين بالقاهرة ، ويحظر بيع الخمر ، ثم رأى الوزير المأمون لما ولي الوزارة بعد الأفضل ابن أمير الجيوش أن يكون ذلك في سائر الدولة ، فكتب به أمرًا إلى جميع ولاة الأعمال بأن ينادي على الناس أن من تعرض لبيع شيء من المسكرات أو شرائها سرًّا أو جهرًا فقد عرض نفسه لتلفها وبرئت الذمة من هلاكها .
ويضيف إبراهيم عناني أنه في عام 155هـ خرج أول قاضي لرؤية هلال رمضان وهو القاضي أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة الذي ولي قضاء مصر ، وخرج لنظر الهلال ، وتبعه بعد ذلك القضاة لرؤيته ، حيث كانت تُعَدُّ لهم دكّة على سفح جبل المقطم عرفت بـ " دكة القضاة " ، يخرج إليها لنظر الأهلة ، فلما كان العصر الفاطمي بنى قائدهم بدر الجمالي مسجداً له على سفح المقطم اتخذت مئذنته مرصدًا لرؤية هلال رمضان .
وفي القرن الثالث الهجري اهتم أحمد بن طولون بأمر العمال خاصة في شهر رمضان ، فقد خرج مرة لزيارة مسجده وقت بنائه ، فرأى الصناع يشتغلون إلى وقت الغروب ، فقال :
متى يشتري هؤلاء الضعفاء إفطارًا لعيالهم ، أصرفوهم العصر فأصبحت سنة من ذلك الوقت ، فلما فرغ رمضان قيل له : لقد انقضى رمضان فيعودون إلى عاداتهم فقال : "قد بلغني دعاؤهم وقد بركت به وليس هذا مما يوفر العمل .