معاني أسماء الكتب الأربعة المنزلة
في معاني أسماء الكتب الأربعة المنزلة واشتقاقها
(الزبور – التوراة – الإنجيل - القرآن)
الزَّبُورُ:
الكتاب المزبور، والجمع زبر، كما قالوا رسول ورُسُل؛ قال لبيد:
وجَلا السُّيولُ عَنِ الطُّلُولِ كأَنها ... زُبُرٌ تَخُدُّ مُتُونَها أَقْلامُها
وقد غلب الزبور على صحف دَاود عليه السلام، وكل كتاب زبور، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ).
وقيل: الزَّبُورُ فَعُول بمعنى مفعول كأنه زُبِرَ أَي كُتِب، والمِزْبَرُ: القلم.
التَّوْراةُ:
من وَرَّيْتُ الشيءَ وواريته أي أخفيته. وتَوارى هُوَ: اسْتَتَرَ.
وقيل: أخذت من أوريتُ الزِّناد وورَّيْتُها أي قدحت شعلتها.
واستوريت فلانًا رأياً أي طلبتُ إِليه أَن يَنظُر في أمري فيستخرج رأياً أمضي عليه.
الإنجيل :
قال أهل اللغة إن اشتقاقه:
من قولهم: (اسْتَنْجَل الوادي) إذا ظهر فيه نَجْلٌ، وهو الماء المستنقع.
ويجوز أن يكون اشتقاقه من (النَّجْل) وهو الولد، كأن هذا الكتاب ولدٌ للكتُبِ المتقدمة.
ويجوز أن يكون اشتقاقه من (النَّجَل) السعة في العين، فيجوز أن يكون هذا الكتاب سعة في الدين.
أو من قولهم: (نَجَلَتِ الإبلُ الكمأة) إذا استثارتها بأخفافها، فيجوز أن يكون الإنجيل استثير من العلم القديم.
القُرآن:
معنى القرآن معنى الجمع، وسمي قرآناً لأنه يجمع السور فيضمها، أو يجمَعُ ما تفرَّق في الكُتُبِ المنزلة من قبله، وقرأت الشيء قرآناً: جمعته وضممت بعضه إلى بعض.
ومنه قولهم: ما قرأتْ هذه الناقة سلىً قطُّ، وما قرأت جنيناً قطُّ، أَي لم يضطم رحمُها على ولد، قال الشاعر:
هِجانُ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِيناً
وقوله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) أَي جَمْعَه وقِراءَته، (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) أي قراءته. قال ابن عباس رضي الله عنهما: فإذا بينّاه لك بالقراءَة، فاعمل بما بينّاه لك.