فضاءات قوص

قوص

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


خطأ شائع في قراءة سورة التكاثر

خطأ شائع في قراءة سورة التكاثر

بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ

( أَلْهَـكُمُ التَّكَّاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ *

كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْـَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) .

قال الشيخُ ابنُ عُثَيمين - رحِمَه اللهُ - في تفسير الآياتِ :

- ( كلا سوف تعلمون ) أي :

سوف تعلمون عاقبةَ أمركُم بالتكاثُر الذي ألهاكم عن الآخرة .

( ثم كلا سوف تعلمون ) :

وهذه الجملةُ تأكيدٌ للرَّدع مَرَّةً ثانيةً .

- ثم قال تعالى :

( كلا لو تعلمون علم اليقين ) يعني :

حقًّا لو تعلمون علْم َاليقين لعَرفْتُم أنَّكُم في ضلالٍ ، ولكنَّكم لا تعلمونَ علم َاليقينِ

لأنَّكم غافِلون لاهُون في هذه الدُّنيا ، ولو علِمْتُم علْمَ اليقينِ لعَرفتُم أنَّكم في ضلالٍ وفي خطأ عظيمٍ .

- ثم قال تعالى :

( لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين ) - وهنا يتضحُ الخطأ - :

" لترون " هذه الجملةَ مُستقلة ليست جوابَ «لو» ولهذا يجبُ على القارىءِ أنْ يقِفَ عند قولِه :

( كلا لو تعلمون علم اليقين )..

ونحنُ - والكلامُ ما زال للشيخِ - نسمعُ كثيراً من الأئِمَّة يَصِلُونَ الآيتين مع بعضهما فيقولون :

( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم )..

وهذا الوَصْلُ إمَّا غفلةً منهم ونسيانًا ، وإمَّا أنَّهم لم يتأملوا الآيةَ حقَّ التأمًّلِ ، وإلا لو تأمَّلُوها حقَّ التأمُّلِ

لوجدوا أنَّ الوَصْلَ يُفْسِدُ المعنى ، لأنَّه إذا قال :

( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم )

صارتْ رؤيةُ الجحيم ِمشروطةً بعلْمِهم ، وهذا ليس بصحيحٍ ....

لذلك يجبُ التنبهُ والتنبيهُ لهذا ، فمَن يسمعْ أحداً يقرأ فيصِلْ الآيتين ببعضهما ينبِّهُه ويقولُ له :

يا أخي ، هذا الوصلُ يُوهِمُ فسادَ المعنى ، ف ( لا تصِلْ وقِفُ ) .....

(1) لأنَّها رأسُ آية ، والمشروعُ أنْ يقِفَ الإنسانُ عند رأسِ كُلِّ آيةٍ .

(2) لأنَّ الوصلَ يُفسدُ المعنى ( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ).

إذن ( لترون الجحيم ) جملةٌ مستأنفةٌ لا صِلةَ لها بما قبلها ...

وهي جملةٌ قَسَميَّةٌ ، فيها قَسَمٌ مُقدَّرٌ والتقديرُ :

" والله لترون الجحيم " ، ولهذا يقولُ المُعْربون في إعرابها :

إنَّ اللام مُوطِّئةٌ للقَسَم .... وجملةَ ( ترون ) هي جوابُ القَسَم .

والقَسَم ُمحذوفٌ والتقديرُ :

" والله لترون الجحيم " ، والجحيم ُاسم ٌمِن أسماءِ النَّارِ .

( ثم لترونها عين اليقين ) تأكيدٌ لرؤيتها .


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة