خطأ شائع في قراءة سورة التكاثر
خطأ شائع في قراءة سورة التكاثر
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
( أَلْهَـكُمُ التَّكَّاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ *
كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْـَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) .
قال الشيخُ ابنُ عُثَيمين - رحِمَه اللهُ - في تفسير الآياتِ :
- ( كلا سوف تعلمون ) أي :
سوف تعلمون عاقبةَ أمركُم بالتكاثُر الذي ألهاكم عن الآخرة .
( ثم كلا سوف تعلمون ) :
وهذه الجملةُ تأكيدٌ للرَّدع مَرَّةً ثانيةً .
- ثم قال تعالى :
( كلا لو تعلمون علم اليقين ) يعني :
حقًّا لو تعلمون علْم َاليقين لعَرفْتُم أنَّكُم في ضلالٍ ، ولكنَّكم لا تعلمونَ علم َاليقينِ
لأنَّكم غافِلون لاهُون في هذه الدُّنيا ، ولو علِمْتُم علْمَ اليقينِ لعَرفتُم أنَّكم في ضلالٍ وفي خطأ عظيمٍ .
- ثم قال تعالى :
( لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين ) - وهنا يتضحُ الخطأ - :
" لترون " هذه الجملةَ مُستقلة ليست جوابَ «لو» ولهذا يجبُ على القارىءِ أنْ يقِفَ عند قولِه :
( كلا لو تعلمون علم اليقين )..
ونحنُ - والكلامُ ما زال للشيخِ - نسمعُ كثيراً من الأئِمَّة يَصِلُونَ الآيتين مع بعضهما فيقولون :
( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم )..
وهذا الوَصْلُ إمَّا غفلةً منهم ونسيانًا ، وإمَّا أنَّهم لم يتأملوا الآيةَ حقَّ التأمًّلِ ، وإلا لو تأمَّلُوها حقَّ التأمُّلِ
لوجدوا أنَّ الوَصْلَ يُفْسِدُ المعنى ، لأنَّه إذا قال :
( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم )
صارتْ رؤيةُ الجحيم ِمشروطةً بعلْمِهم ، وهذا ليس بصحيحٍ ....
لذلك يجبُ التنبهُ والتنبيهُ لهذا ، فمَن يسمعْ أحداً يقرأ فيصِلْ الآيتين ببعضهما ينبِّهُه ويقولُ له :
يا أخي ، هذا الوصلُ يُوهِمُ فسادَ المعنى ، ف ( لا تصِلْ وقِفُ ) .....
(1) لأنَّها رأسُ آية ، والمشروعُ أنْ يقِفَ الإنسانُ عند رأسِ كُلِّ آيةٍ .
(2) لأنَّ الوصلَ يُفسدُ المعنى ( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ).
إذن ( لترون الجحيم ) جملةٌ مستأنفةٌ لا صِلةَ لها بما قبلها ...
وهي جملةٌ قَسَميَّةٌ ، فيها قَسَمٌ مُقدَّرٌ والتقديرُ :
" والله لترون الجحيم " ، ولهذا يقولُ المُعْربون في إعرابها :
إنَّ اللام مُوطِّئةٌ للقَسَم .... وجملةَ ( ترون ) هي جوابُ القَسَم .
والقَسَم ُمحذوفٌ والتقديرُ :
" والله لترون الجحيم " ، والجحيم ُاسم ٌمِن أسماءِ النَّارِ .
( ثم لترونها عين اليقين ) تأكيدٌ لرؤيتها .