فضاءات قوص

قوص

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


آية الكرسي

آية الكرسي

وآية الكرسي سيدة آي القرآن الكريم وفيها تسعة علو م وحقائق .

قال تعالى ( اللهُ لَا إلَهَ إلَّا هُو الحَيُّ القيّوم لَا تَأخُذُه سِنَةٌ ولَا نَومْ لَهُ ما في السَّموات وما في الأرض من ذا الذي يشفَعُ عندهُ إلّا بإذْنِهِ يعلمُ مَا بَينَ أيدِيهِمْ ومَا خَلْفَهُم ولا يُحيطُونَ بشيءٍ من عِلْمِهِ إلّا بِمَا شَاء وسِعَ كُرسيُّه السَّموات والأرض ولَا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهو العليّ العَظيم )

هي إحدى أعظم درر القرآن وجواهره النفيسة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنها سيدة آي القرآن الكريم " حظيت باهتمام جميع المسلمين فحفظها الصغير كما حفظها الكبير ، وقلما تجد مسلماً لا يحفظها ولا يرددها ، وقلما تدخل بيتاً مسلماً لا تجد فيه آية الكرسي تتربع في الصدور والقلوب وكتبت وعلقت في صدور المجالس لتكون حافظاً أميناً .


آية الكرسي :

تتحدث الآية عن تسعة علوم وحقائق متصلة بعضها ببعض اتصالاً وثيقاً

العلم الأول : ( اللهُ لَا إِلَهَ إلّا هُوَ الحَيُّ القَيُّوم )

وهو العلم الأول والأخير وهو حقيقة وحدانية الله سبحانه وتعالى وأنه لا إله غيره .... خلق بالحق وحكم بالعدل وأوجد من العلم والقدرة بالحق لا إله إلا هو حقيقة الوجود وسر الوجود بأكمله ، وكل الخلق الذين في السموات والأرض متعلقون جميعاً بتلك الرحمة الإلهية التي جاءت من وحدانية الله تعالى ، فأي شيء في الوجود يعيش حقيقة لا إله إلا الله لأن السموات والأرض تفسد وتنتهي لو كان في حقيقة الوجود إلهان أو أكثر ، وصدق قول الله تعالى ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلهة إلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ) فكيف يشرك الناس بالله ؟؟

وهو الذي وهبهم العقل الذي هو أكبر من حجة على من أشرك بالله ، لأن العقل فُطِرَ على وحدانية الله وهو الذي يحكم دون ريب أو شك بوجود إله واحد ولا يمكن لهذا الكون أن فيه إلهان أو أكثر .


العلم الثاني : ( الحَيُّ القَيُّوم )

الله سبحانه وتعالى حي ، وأنا حي ، ولكن حياة الله ليست بالمفهوم الذي عليه حياتنا :

إنه الحي الذي لا يموت ، إنه الحي الذي بحياته تحيا مخلوقاته كلها ، إنه الحي الذي بحياته تبقى كل مخلوقاته ويبقى الجماد حياً بقانون ، إنه الحي الذي بحياته تبقى السموات والأرض فلا تزول ، إنه الحي الذي بحياته تبقى الجنة والنار .

لذا فإن الله سبحانه وتعالى قال ( الحَيُّ القَيُّوم ) ولم يقل الحي العليم أو الحي الخبير ، لأن لفظة الحي متلازمة مع القيوم ، والقيوم القائم والمشرف والمراقب بأعلى وأرقى أنواع المراقبة وأبلغها شأناً ، ولولا أنه القيوم على ملكه وعلى خلقه لفسد كل شيء وانتهت صور الوجود المادية والروحية ، وذلك أن الله حدد رقابته الشديدة والمبالغ بها بأنها لا تأخذه سِنَة ، وذلك تقدير العزيز الحكيم ، فلوا أنه حدثت وحاشى لله سهوة أو غفوة من الله لضاعت السموات والأرض وانتهى الوجود .

فهذا علم لا ندركه ونحن لاهون عن قدرة الله سبحانه وتعالى ، لذلك رفع الله سبحانه الذاكرين والمفكرين في خلق السموات والأرض إلى مرتبة عالية جداً لأنهم مع الله يعيشون في مملكته وهم أقدر الناس على فهم الحي القيوم ، ولأن هؤلاء يدركون حقائق الوجود من خلال عرضهم وقربهم لله في عقولهم وأفكارهم وفي أجسادهم .

والآية الكريمة فيها ارتباط رائع من حيث اللغة وانسياب الألفاظ والكلمات المتصلة اتصالاً وثيقاً في المعنى ، فلكل كلمة مقام ، ومعجزة الله سبحانه وتعالى في قرآنه أن جميع الألفاظ والكلمات مترابطة بالمعنى الصحيح الذي ربما يكون أحياناً خافياً عنا معلوماً من الله ، لأن الخالق هو الباريء الذي له العلم أولاً وآخراً وحقائق الأمور بيده وهو أعلم بها وأخبر .


العلم الثالث : ( لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولَا نَوْْم )

فالله سبحانه وتعالى يخبرنا عن نفسه ويطلعنا على فعله الحق وحاله الحق ، فالسهو والنوم صفات بشرية يتنزه الله عنها كما يتنزه عن كل أفعال وحركات البشر ، يقول الله تعالى عن نفسه ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيء ) فالسهو والنوم يكون لمن يحل عليه التعب واللغوب ، وتظهر عليه أمارات الإرهاق ، أو لمن لا يجد وسيلة لمعالجة أموره فيجد النوم خير وسيلة لمعالجة أموره إذا عجز عنها ، ولكن الله سبحانه وتعالى منزه عن هذا كله وعن هذه المواصفات التي هي لخلقه .

إذاً فإنه ليس بحاجة إلى الراحة أو النوم ، فالنوم منشأه التعب والإجهاد ، ثم أي سهوة أو سنة أو غفوة أو نوم يقع من الله سبحانه وتعالى وحاشى لله ذلك ، فلو أنه حدث فإن السموات والأرض وحتى الجنة والنار تهوي على غير قرار ، فأنت كإنسان حينما تنام فإنك تفقد الأهلية في مراقبة ما كنت تستطيع أن تراقبه وأنت بحالة اليقظة ، فإن كنت قائداً لسفينة فإنك تستطيع أن تقودها وأنت في حالة اليقظة ولكن هل تستطيع أن تقودها وأنت في حالة النوم ؟ وحتى لو كنت تقودها وأنت في حالة اليقظة ثم سهوت لثوان فربما تضيع السفينة ومن عليها وتهوي في قرار لا عودة منه ، فكيف بمن يملك زمام السموات السبع والأراضين السبع وما بينهما وما فوقهما وأمر الجنة وأمر النار وأمر ما لا نعلم .

فكيف يسهو وكيف ينام ؟؟

الموسوعة الكونية الكبرى للصوفي

يــ تــ بـــ ــع


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة