فضاءات قوص

قوص

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


تفسير البسملة


تفسير البسملة

" بسم الله الرحمن الرحيم "


قال أكثر البصريين:

المعنى: أول ما أفتح به "بسم الله" أو أول كلامي"بسم الله"


قال سيبويه : معنى الباء: الإلصاق.


قال الفراء: موضع الباء نصب، والمعنى: بدأت باسم الله،وأبدأ باسم الله .


وفي اشتقاق اسم قولان:
أحدهما:من السمو،وهو العلو،والارتفاع، فقيل: اسم؛لأن صاحبه بمنزلة المرتفع به.
والقول الثاني: هو من وسمت فقيل: لأنه لصاحبه بمنزلة السمة، أي يعرف به ،والقول الثاني خطأ لأن الساقط منه لامه،فصح أنه من سما يسمو.


قال أحمد بن يحيى: يقال: سم بفتح السين وسم بكسر السين ،ويقال: اسم بكسر الألف ويقال :بضمها .
فمن ضم الألف أخذه من سموت أسمو
ومن كسر الألف أخذه من سميت أسمي.


قال الكسائي والفراء: معنى"بسم الله"باسم الإله،وتركوا الهمزة وأدغموا اللام الأولى في الثانية فصارت لامآ مشددة كما قال تعالى"لكنا هو الله ربي"{الكهف:38} ومعناه:"لكن أنا هو الله ربي"كذلك قرأها الحسن.

ولسيبويه في هذا قولان:
أحدهما : أن الأصل إله ،ثم جيء بالألف واللام عوضآ عن الهمزة،وكذلك الناس عنده أصل أناس.
والقول الآخر : هو أيضآ قول أصحابه،أن الأصل لاه،ثم دخلت عليه الألف واللام وأنشدوا :
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب : عني ولا أنت دياني فتخزوني

ولمن يسأل عن التكرير في قوله - عز وجل - "الرحمن الرحيم"

فروي عن ابن عباس أنه قال:"الرحمن الرحيم" اسمان رقيقان،أحدهما أرق من الآخر ،فالرحمن الرقيق،والرحيم العاطف على خلقه بالرزق.
قال عطاء الهراساني: كان الرحمن،فلما اختزل الرحمن من أيمائه صار الرحيم.
قال أبو عبيدة:هما من الرحمة .كقولهم: ندمان ونديم.
وقال قطرب: يجوز أن يكون جمع بينهما للتوكيد.وهذا قول حسن ،وفي التوكيد أعظم الفائدة ،وهو كثير في كلام العرب.
والفائدة في ذلك مما قاله محمد بن يزيد: إنه تفضل بعد تفضل،وإنعام بعد إنعام، وتقوية لمطامع الداعين،ووعد لا يخيب آمله.
وقال العزرمي: "الرحمن "بجميع خلقه"الرحيم" بالمؤمنين وهو قول حسن لأن "فعلان"فيه معنى المبالغة،فكأنه_والله أعلم_الرحمن بجميع خلقه،ولهذا لم يقع إلا لله تعالى،لأن معناه:الذي مسعت رحمته كل شيء .ولهذا قدم قبل الرحيم.
وصار الرحيم أولى من الراحم،لأن الرحيم ألزم في المدح،لأنه يدل على أن الرحمة لازمة له ،غير مفارقة،والراحم يقع لمن رحم مرة واحدة.

وقال أحمد بن يحيى: الرحيم عربي،والرحمن عبراني فلهذا جمع بينهما .وهذا القول مرغوب عنه.
وروى مطر عن قتادة في قوله"بسم الله الرحمن الرحيم" قال:مدح نفسه.وهذا قول حسن.
قال أبو العباس: النعت قد يقع للمدح كما تقول:قال جرير الشاعر.


- فسبحان الله وتعالى -


* من كتاب "علوم القرآن"

لأبي جعفر النحاس


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة