لمسات بيانية
لمسات بيانية
أ.د فاضل السامرائي
( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل :
يزيد الكفاوين
???????
السؤال : ما الفرق بين :
• ( لِلَّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ )
• ( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ )
الجواب :
أولاً :
• ما الفرق بين ( ما ) و ( من ) في الإستخدام اللغوي ؟
في اللغة تستعمل ( ما ) لذوات غير العاقل و لصفات العقلاء
• ( وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ ) ماذا في يمينه ؟ ... عصاه
• ( تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ) لذات غير العاقل ولصفات العقلاء .
• تقول من هذا ؟ هذا فلان، تسأل ما هو ؟
• تسأل عن صفته فيقال مثلاً هو تاجر ،
• ( من هو ؟ ) تسأل عن ذاته .
• ( ما ) تستعمل لأمرين :
1 ــ لذات غير العاقل
2 ــ و لــ صفات العقلاء
• ( فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء ) ← عاقل
• وربنا - سبحانه وتعالى - يستخدمها لنفسه
• كما جاء في سورة الشمس :
• ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ) ← يتكلم عن نفسه - سبحانه - .
• ( ما ) ← تقع على صفات أولي العلم جميعاً
• حتى قسم من النُحاة أدق لا يقولون العقل
• لأن الله - تعالى - لا يوصف بالعقل ولا يصف نفسه سبحانه
• أنه العاقل .. و إنما العالِم
• فيقول النحاة : لذوي العلم و ذوات غير العاقل .
لاحظ :
• في سورة الليل قال - تعالى - :
• ( وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ) ← من الخالق ؟
• الله - سبحانه وتعالى -
• في سورة الكافرون :
• ( وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ) ← ما أعبد هو الله - تعالى -
• ( وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ) ← الأصنام غير عاقلة
• و( ما ) ← تستعمل
• لذوات غير العاقل
• وتستعمل لصفات العقلاء.
نأتى الآن لــ ( من ) :
• إذا إنفردت تكون لذوات العقلاء تحديداً
• وقد تستعمل في مواطن تخرج عن هذا الأمر
• مثلاً : أنت تُنزِل غير العاقل منزلة العاقل .. كيف ؟
• تتكلم مع ← حصانك
• يقولون لك ← مَن تُكلِّم ؟
• تقول ← أكلِّم من يفهمني، من يحفظني، هذا تجوّز .
• في الأصل أن ( من ) لذات غير العاقل
• وأحياناً يشترط العاقل مع غير العاقل
• فتطلق عليهم ( من ) فيصير تفصيل
• ( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ
وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ
يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45) النور )
• من يمشي على بطنه ← غير العاقل،
• من يمشي على رجلين ← الإنسان،
• اجتمعت في عموم .. فصّل بـــ ( من ) إذن ← لها مواطن .
• أما إذا انفردت فلا تكون إلا للعاقل
• ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) ← لذي العِلم.
وهنا فى آية سورة يونس :
• (أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ
وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ شُرَكَاء
إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ )
قبلها ← ( وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا )
• العزة ← لا تتم إلا بالقدره فأثبت إختصاصه بالمُلك
• الذى لايكون إلا بها
فقال مؤكداً ( أَلا إِنَّ لِلَّهِ ) الذي له الإحاطة الكاملة
• وعبّر بأداه العقلاء ( مَن فِي السَّمَاوَات ) ← أي كلها وابتدأ بها
• لأن ملكها يدل على ملك الأرض بطريق الأولى
• ثم ( وَمَن فِي الأَرْضِ ) ← أي كلهم عبيده
• إذن : ( مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ ) ← كلهم مِلكه في مُلكه
• نافذ فيهم تصريفه .. منقادون لِما يريده
• وهذا للتفرد بالعزة
• وعبر بــ ( من ) ← التي للعقلاء
• والمراد ← كل ما في الكون مِلكه ومُلكه
• لأن السياق ← لنفي العزة عن غيره
• ثم بعد ذلك نفى أن يكون له - سبحانه - شريك