علمُ التوحيدِ
_______ علمُ التوحيدِ _______
في تعريفِ علمِ التوحيدِ : إنه علمٌ يُتكلمُ فيه عن أسماءِ اللهِ تعالى وصفاتهِ وأفعالهِ وأحوالِ المخلوقينَ من الملائكةِ والأنبياءِ والأولياءِ والأئمةِ والـمَبْدَأِ والمَعادِ على قانونِ الإسلامِ لا على أصولِ الفلاسفةِ.
وموضوعُ علمِ التوحيدِ : هو النَظرُ في الخَلْقِ لمعرفةِ الخالقِ، وهو إثباتُ ذاتٍ لا يُشبِهُ الذواتِ ولا مُعَطَل عن الصّفاتِ.
قال - تعالى - : {فاعلَمْ أنهُ لا إلهَ إلا اللهُ واستَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}
فالله - تعالى - قدَّمَ المعرفةَ به على الاستغفارِ ذلك لأنه لا تُقبَلُ أيُ عبادةٍ بدونِ معرفةِ الله - تعالى - على ما يليقُ به.
أبو حنيفة قالَ في الفقهِ الأبسطِ:
"اعلمْ أن الفِقهَ في الدينِ أفضلُ من الفِقهِ في الأحكامِ, والفِقهُ معرفةُ النفسِ ما لها و ما عليها".
الشافعيُ قال عن علمِ التوحيدِ:
"أحكمْنا ذاكَ قبل هذا" أي أحكمْنا علمَ التوحيدِ قبلَ علمِ الأحكام.
لا اله إلا الله كلمة التوحيد العظيمة هذه، فيها نفي الألوهية عمّا سوى الله وإثباتها لله - تعالى - وحده .
ومعناها أنّه لا أحد يستحقّ العبادة أي أقصى غاية الخضوع والتذلّل إلا الله، الذي لا شريك له ولا شبيه له ولا ضدّ له ولا مثيل له ولا نظير ، الموجود الذي ليس لوجوده بداية ولا نهاية، الغنيّ عن خلقه فلا مكان يحويه ولا يتحيز في جهة.
القادر الذي لا يُعجزه شيء، الخالق الذي كوّن كل شيء دخل وكل شيء سيدخل في الوجود . الموصوف بصفات الكمال اللائقة به.
فالمسلم يعترف بأنه عاجز عن إدراك ذات الله," ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " وهذا هو التوحيد الخالص, ويشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمّدا رسول الله.