الملائكة أولياء طائعون لله فلا يعترضون على الله
ــــــــــــ الملائكة أولياء طائعون لله فلا يعترضون على الله ــــــــــ
اعلم أنّ الله خَلقَ خلقا من نور اسمهُم ملائكة. لهُم و ظائف شتى وهُم كلهم أولياء الله عباد مكرمون. لا يعصونه فيما أمرهم و يفعلون ما يُؤمرون. مجبولون على طاعة الله. ومعنى مجبولون أي لهم اختيار لكن لا يختارون إلاّ الطاعة بمشيئة الله.
أمّا ما ورد في القران من قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} ( 30 ) البقرة
فإنّ قول الملائكة هذا، ليس على وجه الاعتراض على الله، وإنما هو كما جاء في التفاسير: هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك.
معناه: "يا ربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أنّ منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء"
يقول سبحانه و تعالى: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} معناهُ كما أنه يوجد في هذا الصنف ما ذكرتموه من المفاسد فإنّي سأجعل فيهم الأنبياء وأرسل فيهم الرسل، ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء
العاملون والخاشعون له والمحبون له تبارك وتعالى, المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم.
هذا معنى قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}.
فإن قيل: "و كيف عرفت الملائكة أنّ هذا الصنف الذي سيخلقه الله فيه من يفسد في الأرض ويسفك الدماء، و آدم أبو البشر لم يُخلق بعد...؟"
فقد قيل في ذلك ما نقله ابن كثير والقرطبي رحمهما الله وغيرهما : أن الملائكة قد رأت وعلمت ما كان من إفساد الجنّ وسفكهم الدماء، وذلك لأن الأرض كان فيها الجن قبل خلق آدم، فأفسدوا وسفكوا الدماء
فبين لهم تعالى أن الإنس لن يكونوا كذلك إذ كرمهم وعلمهم - فعلم آدم الأسماء كلها وأسجد له الملائكة .