رسالة أم
أرسل ابن تيمية ـ رحمه الله ـ رسالة إلى أمه يعتذر لها فيها عن بُعْدِهِ عنها
لأيام، وإقامته في مصر لبعض شئون الدين والدعوة .
فلما وصلتها الرسالة ردت عليها فكتبت إليه:
( إلى ولدي الحبيب الرضيّ أحمد ابن تيمية
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ..
فإنه والله لمثل هذا ربيتك ولخدمة الإسلام والمسلمين نذرتك وعلى شرائع الدين علمتك .
ولا تظننَّ يا ولدي أن قربك مني أحب إلي من قربك من دينك وخدمتك للإسلام والمسلمين في شتّى الأمصار .
بل يا ولدي إنَّ غاية رضائي عليك لا يكون إلا بقدر ما تقدمه لدينك وللمسلمين .
وإني يا ولدي لن أسألك غداً أمام الله عن بعدك عني .
لأني أعلم أين وفيم أنت .
ولكن .. !
يا أحمد سأسألك أمام الله وأحاسبك إن قصّرت في خدمة دين الله وخدمة
أتباعه من إخوانك المسلمين.
رضي الله عنك وأنار بالخير دربك وسدد خطاك وجمعني الله وإياك تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع الفتاوى ( 28 / 48 )