لطيفة قرآنية
لطيفة قرآنية :
من اللطائف التي أوردها الإمام الرازي في حديثه عن سورة الناس ، قوله :
لم لم يقل تعالى : مالك الناس ، في سورة الناس ، وقال : مالك يوم الدِّين في سورة الفاتحة ؟ ، والفرق بينهما أنَّ قوله : بربِّ النَّاسِ أفادَ كونه مالكا لهم فلا بُدَّ وأن يكونَ المذكور بعد هذا المَلِكَ ، ليُفيدَ أَنَّه مالكٌ ومعَ كونه مالكا فهو مَلِكٌ، فإن قِيلَ: ألم يقل في سُورَةِ الفاتحة: ربِّ العالمينَ ثمَّ قَالَ: مالكِ يوم الدِّينِ فيلزمُ وقوع التِّكرارِ هناكَ ؟ قلنَا اللَّفْظ دلَّ على أَنَّهُ ربُّ العالمينَ، وهي الأَشياءُ الموجودةُ في الحال، وعلى أَنَّه مالكٌ ليومِ الدِّينِ أي قادرٌ عليه فهناكَ الرَّبُّ مضافٌ إلى شيء والمالك إلى شيء آخر فلم يلزم التَّكرير، وأمَّا ها هنا لو ذكر المالك لكان الرَّبُّ والمالك مضافين إلى شيء واحد، فيلزمُ منه التَّكريرُ فظهر الفرقُ، وأيضا فجواز القراءات يتبعُ النُّزولَ لا القياسَ ، وقد قُرِئ مالكِ لكن في الشَّواذّ .
والله أعلم .
مفاتيح الغيب
أو التفسير الكبير
للإمام الرازي