هَذا هُو مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم -
سلسلة (هَذا هُو مُحَمَّد )
بِعُيونٍ غَرْبِيَّة .
( 1 )
إذا كانَت الضَّوابطُ التي نَقيسُ بِها عَبقَرِيَّةُ الإِنسان ؛ هيَ سُمُوُّ الغَايَةِ والنَّتائِج المُذهِلَةِ لِذلكَ رُغْمَ قِلَّةِ الوَسِيلَة , فَمَنْ ذَا الذي يَجْرُؤُ أَنْ يُقَارِنَ ؛ أَيَّاً مِنْ عُظَمَاءِ التَّارِيخِ الحَدِيث بِالنَّبيِّ مُحَمَّدْ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم - في عَبْقَرِيَّتِه ....؟! فَهؤُلاءِ المَشَاهِير قَدْ صَنَعُوا الأَسلِحَةِ وَسَنّوا القَوَانِين , وَأَقَاموا الإِمْبَرَاطورِيَّات , فَلَم يَجْنُوا إِلَّا أَمْجَادٍ بَالِيَة ؛ لَمْ تَلْبَث أَنْ تَحَطَّمَت بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ .
لكِنَّ هَذا الرَّجُل مُحَمَّدْ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - لَمْ يَقُدْ الْجُيوش , وَيُسِنُّ التَّشْريعَاتْ , وَيُقِم الإِمْبَرَاطورِيَّاتْ , وَيَحْكُمُ الشُّعوبْ , وَيُرَوِّضُ الحُكَّامَ فَقَط ؛ وَإِنَّمَا قَادَ المَلايينَ مِنَ النَّاسِ فيمَا كَانَ يُعَدُّ ثُلُثَ العَالَمِ حِينَئِذ , لَيْسَ هَذَا فَقَط ؛ بَل إِنَّهُ قَضَى عَلَى الأَنْصَابِ وَالأَزْلَامِ ؛ وَالأَدْيَانِ وَالأَفْكَارِ وَالمُعْتَقَدَاتِ البَاطِلة .
لَقَدْ صَبَرَ النَّبِيُّ مُحَمَّدْ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وَتَجَلَّدَ حَتَّى نَالَ النَّصْرَ - مِنَ الله .
بِالنَّظَرِ لِكُلِّ مَقَاييسِ العَظَمَةِ البَشَرِيَّةْ أَوَدُّ أَنْ أَتَسَائَلْ . . . ؟!
هَلْ هُنَاكْ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنَ النَّبِيِّ مُحَمَّدْ .
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ
لامَارْتين
Alphonse de Lamartine
من كتاب تاريخ تركيا