مصر الجريحة
مصر الجريحة .
للشاعر هاشم الرفاعي
ما راعني في الليل إلا أن أرى
شبحًا بأثواب الدجى يتلفَّع
يمشي الهويني شاكيًا فكأنه
صبٌ بساعات الرحيل يودع
فدنوت منه محاذرًا فإذا به
حسناء أنهكها الأنين الموجع
فهتفت ما بال الفتاة أرى لها
قلبًا يفيض أسىً وعينًا تدفع
من أنت يا أختاه؟ قالت يا فتى
إني أنا مصر التي تتوجـع
أبكي على مجدي وأندب عزتي
هذان فقدْهُما مصاب مجذع
ناديتها: نفسي فداؤك لا البكا
يجدي ولا طول التفجع ينفع
إن كان ساءك أن أرضك قد غدت
مرعىً به ذئب الغواية يرتـع
فهنا شباب قام يسعى جاهدًا
في الدين يقتلع الفساد وينزع
لله در القوم إن نفوسهم
لتشع بالحق اليقـين وتنبـع
فتحملوا ألم الأذى ببسالة
وأمضهم كأس العذاب المنزع
ففتى العقيدة مثخن بجراحه
والشيخ يضرب بالسياط ويقرع