فضاءات قوص

قوص

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ

لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ

للإمام البرعي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ


منْ حيثُ لا ينفعُ الأهلونَ والمالُ


أوصى إليكَ لعلميِ أنَّ لطفكَ بيِ


دونَ الورى لمْ يحلْ عني إذا حالوا


فأرضِ عني خصومي واقضِ يا أمليِ


ديني فإن حقوقَ الخلقِ أثقال ُ


و لمْ يضقْ بي منكَ العفوُ إنْ ختمت


ليِ بالشهادة ِ أقوالٌ وأفعالُ


كنْ لي إذا أغمضوا عيني و انصرفوا


باكينَ أسمع منهمْ كلَّ ما قالوا


و امننْ بروحٍ وريحانٍ عليَّ إذا


ضاقَ الخناقُ فهولُ الموتِ أهوالُ


و جاءني ملكُ الموتِ الموكلُ بي


و بالنفوسِ فللأعمارِ آجالُ


و استخرجَ النفسَ أملاكٌ مطهرة ٌ


لـها إلى لطفكَ المأمولُ ترحالُ


جاؤا إليكَ بها يا ربّي يقدمها


لحضرة ِ القدسِ جبريلٌ وميكالٌ


ثم َّانثنتْ عنْ قريبٍ نحوَ مغتسلٍ


في حيثُ يرجوكَ مغسولٌ وغسالُ


و ليسَ لي ولمثلي غيرُ جودكَ يا


منْ لا تدانيهِ أشباهٌ وأمثالُ


أصبحتُ بينَ يديكَ اليومَ منطرحًا


ولي بنفسيِ عنِ الأغيارِ أشغالُ


فأولني يا غفورُ العفو منكَ فلاَ


يبقي على َّ منَ الأوزارِ مثقالُ


وإنْ نزلتُ إلى بيتِ الخرابِ ولا


أبٌ هناكَ ولا عمٌّ ولا خالُ


و عاودَتْ حركاتي وهيَ ساكنة ٌ


ولاَ عدوٌّ يعاديني ولاَ مالُ


ألهمني يا خالقيِ ذكرَ الجوابِ ففي


ذاكَ المقامِ جواباتٌ وتسآلُ


هناكَ لا أملٌ يرجى ولا عملٌ


يجزي ولا حيلة ٌ عندي فأحتالُ


إفتحْ لروحيِ إلى الفردوسِ بابَ رضا


يهدي رياح رياضٍ ظلـها ضالُ


و الطفْ ورائيِ بأطفالٍ وأمهمُ

إنْ كانَ خلفيِ أولاد وأطفالُ


حتى إذا نشرَ الأمواتُ وارتعدتْ


فرائضُ الخلقِ منْ بعضِ الذي نالوا


وعادتِ الروحُ فيِ الجسمِ الضعيفِ وقدْ


تفرّقتْ منهُ أعضاءٌ وأوصالُ


مُر بالصراط إلى حوضِ ابنِ آمنة ٍ


لأستقى منهُ ريًّا فهوَ سلسالُ


يا واسعَ اللطفِ قدْ قدمتُ معذرتي


إنْ كانَ يغني عنِ التفصيلِ إجمالُ


فجدْ على َّ ولا طفنى بعفوكَ عنْ


ذنبي فشأنكَ إنعامٌ وإفضالٌ


و قلْ كفيتكَ يا عبدَ الرحيمِ أذى الدْ


دَارينِ فانزلْ حمى ما فيهِ إهمالُ


واحنبنيَ العجبَ والشحَّ المطاعَ ومرْ


نفسي تخالفْ هواها فهوَ قتالُ


وعدْ عليَّ بنورٍ منكَ مبتهجٍ


يزكو بهِ بصرى والسمعُ والبالُ


و ارحمْ بنيَّ وآبائي وحاشيتي


يعمّهمْ يا إلـهيِ منكَ إقبالُ


ماذا أقولُ ومني كلُّ معصية ِ


و منكَ يا سيدي حلمٌ وإمهالُ


و منْ أكونَ وما قدري وماعمليِ


فيِ يومِ توضعُ في الميزانِ أعمالُ


و هلْ يطيقُ خلوداً في لظى بشرٌ


منْ نطفة ٍ أصلها المسكينُ صلصالُ


أمْ كيفَ ييأسُ منْ روحِ الإلهِ غداً


عبدٌ عليهِ منِ الإسلامِ سرْبالُ


ربّاهُ ربّاهُ أنتَ اللهُ معتمدي


فيِ كلِّ حالٍ إذا حالتْ بيَ الحال ُ


ثمَّ الصلاة ُ على المختارِ منْ مضرٍ


ما لاحَ فيِ الغورِ آلٌ بعدهُم آلُ


أليس خاتمَ رسلِ اللـهِ كلـهمْ


و الصحبُ والآلُ نعمَ الصحبُ والآلُ

الشاعر :
(عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني.
شاعر، متصوف من سكان (النيابتين) في اليمن.
أفتى ودرس وله ديوان شعر أكثره في المدائح النبوية.
والبرعي نسبة إلى بُرع وهو جبل بتهامة (كما ورد في التاج
ت 803 هـ - 1400 م).


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة