أبو العتاهية يبكي الرشيد
قصيدةٌ لأبي العتاهية أبكَتْ الخليفة
دخلَ الشَّاعرُ الزَّاهـِد ِ إسماعيل ُبنُ القاسم ِبنُ سـُويْد العَيْنيّ ،
والمعروفُ باسم ( أبي العتاهية ) على الخليفة ِهارونَ الـرَّشيد
حين بنى قصْرَه ، وزخـْرفَ مَجلسِه ، واجتمع َإليه خـَواصُه ،
فقالَ له الخليفة ُ:
يا أبا العتاهية ، صِفْ لنا ما نحنُ فيه منَ الدُّنيا ..
فأنشَـدَ :
عـِشْ ما بـَدا لك آمِنــاً ----- في ظـِلِّ شـاهـِقة ِالقـُصُـور ِ
فقالَ هارونُ الـرَّشيدُ :
أحْسـَنتَ ، ثمَّ ماذا ؟.
فقالَ أبو العتاهية ُ:
يُسْعى إليكَ بما اشتهَــْيـ -------- ـتَ لـَدَى الـرَّواح ِوفي البـُكـُور ِ
فقال َ هارونُ :
حَـسَن ٌ، ثمَّ ماذا ؟ .
فقالَ أبو العتاهية ُ:
فإذا النـُّفـُوسُ تَغَـرغَـرَتْ------- في ضيْق ِحَشْـرَجة ِالصُّـدُور ِ
فهـُنـاكَ تعْـلـَمُ مُـوقِـنــاً ------ ما كـُنـْــتَ إلاّ فِـي غــُرور ِ
فبكى الخليفة ُهارونُ الرَّشيدُ بكاءً شديداً ..
وما كانَ منْ وزيره الفضل ِ بن ِيَحْيى إلا أن ْقالَ لأبي العتاهية ِمُعَـنـِّفاً :
بعَـث َ إليك أميرُ المؤمنين لتسُرَّه فأحْـزَنته !!
فقالَ له هارون ُالـرَّشيد ُ:
دَعْه يا ابنَ يَحْيى ، فإنه رآنا في عَـمَى فكـَرهَ أنْ يـَزيدَنا عـَمَى !!