أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
طلب الله سبحانه وتعالى من كل مؤمن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .... قبل أن يقرأ القرآن ... إذن فالاستعاذة هي أول التقاء .. بين المؤمن وبين بداية قراءته للقرآن الكريم و الله سبحانه و تعالى يقول " { فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآن فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم } ... سورة النحل
وواضح أن الآية الكريمة ... تطلب منا الاستعانة بالله من الشيطان قبل أن تقرأ القرآن ... ذلك أن كل مخلوق إذا اتجه إلى خالقه و استعاذ به يكون هو الأقوى برغم ضعفه و هو الغالب برغم عدم قدرته ..
لأن الله عندما يكون معك .. تكون قدرتك وقوتك فوق كل قدرة وأعلى من كل قوة ... لأنك جعلت الله سبحانه وتعالى في جانبك ، و نحن حين نقرأ القرآن لابد أن نصفى جهاز استقبالنا لحسن استقبال كلام الله .. و في هذه الحالة لا نفعل ذلك بقدراتنا نحن ولا بقوتنا ... و لكن بالاستعانة بقوة و قدرة الله .. لماذا ؟؟ لأن معوقات المنهج عند الإنسان المؤمن إنما هي من عمل الشيطان ...
و إبليس يأتي دائما من الباب الذي يرى فيه المنهج ضعيفا ... فإذا وجد إنسانا متشددا في ناحية يأتي له من ناحية أخرى .. فلو أن العبد المؤمن متشدد في الصلاة .. يحافظ عليها ويؤديها في أوقاتها ، جاءه إبليس من ناحية المال .. يوسوس له بألا يخرج الزكاة لأنها ستؤدى به إلى الفقر ... ويوسوس له أن يأكل حقوق الناس .. مدخلا السرور إلى نفسه بالوهم بأنه سيصبح غنيا آمنا مطمئنا على غده .. و هذا كذب .
و الحقيقة هي التي رواها لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال ما نقص مال من صدقة )
و الصدقة هي التي تكثر المال وتضع فيه البركة فيزداد و ينمو ... و المال هو مال الله ينتقل من يد إلى يد في الدنيا ... ثم يموت الإنسان ويتركه ..و لكن إبليس يستغل غفلة الناس عن هذه الحقيقة ليدفعهم إلى المال الحرام ... فإذا كان الإنسان متشددا من ناحية المال ... جاءه من ناحية المرأة فيظل يزين له امرأة خليعة ... يوسوس له حتى يسقط في الزنا ... و إن كان قويا في هذه النواحي كلها ... زين له إبليس الخمر أو مجلس السوء أو النميمة ... المهم أن إبليس يظل يدور حول نقط الضعف في الإنسان ليسقطه في المعصية .
و لذلك فإن الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، إنما تجعل الله سبحانه وتعالى يقوى نقط الضعف فيك ... فلا يستطيع الشيطان أن ينفذ إليك وأنت تقرأ القرآن ليضع في رأسك هواجس تلهيك عن هذه القراءة .
من خواطر الإمام الشعرواي – رحمه الله -