الأمية شرف
الأمية شرف
اختار الله سبحانه وتعالى أمة أمية ... ليجعل فيها آخر صلة للسماء بالأرض .. و يختار من هذه الأمة رسولا أميا ... أي كما ولدته أمه .. لم يأخذ ثقافة من مساويه ... لم يتثقف على الشرق أو الغرب ..
و لم يقرأ لفلان فيتأثر به ... أو لفيلسوف قيتبعه .. و لكن الذي علمه هو الله جل جلاله
كما أخبرنا بذلك سبحانه في قوله تعالى
" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى "
إذن فالأمية شرف لرسول الله صلى الله عليه و سلم ... لأنها تؤكد أن كل ما جاء به هو من الله سبحانه و تعالى ... و لذلك فكل ما يأتي به معجزة لأنه من وحى السماء ..
فلو أن القرآن نزل على أمة متحضرة كالفرس أو الروم ... أو على نبي غير أمي قد قرأ كتب الفلاسفة والعلماء من الشرق و الغرب ... لقيل أن " القرآن التقاء حضارات وهبات عقل و إصلاحات ليقود الناس حركة حياتهم "
و لكن لا ... هي أمة أمية و رسول أمي ... تأكيدا لصلتها بالسماء ... و أن ما جاء به محمد عليه الصلاة و السلام ... لا دخل لبشر ولا ثقافة ولا حضارة به ... وهو ليس من معطيات عقول البشر ... و لكنه من الحق تبارك و تعالى .. ليصبح محمد صلى الله عليه و سلم و هو الرسول الأمي معلما للبشرية كلها ....
من خواطر الإمام الشعرواي – رحمه الله -