لكلّ واحد منا تجربة عن الموت لأنه موجود في كلّ مكان وفي كلّ زمان ومع كلّ هذه التجارب والحروب والانفجارات والمجازر لا نزال نخاف من الموت مع أنه معنا في كلّ مكان وننتظره في كلّ زمان.
حين طُرد آدم من الجنّة وهبط علي الأرض عاش الأمل، أمل الرجوع إلي الجنّة التي كان فيها ولكن عبر كلّ هذه الأجيال فقد الإنسان هذا الأمل والرجوع إلي الجنة المفقودة، ولكن الأمل لا يزال موجوداً.. إذاً تحول الأمل إلي أحلام وأماني يبحث عنها الإنسان في الأرض ويحاول أن يحققها وهكذا صار يخاف من الموت لأن الموت يقطع الطريق علي الأحلام والأماني ويحول دون الوصول لها.
أكيد تدخل الطب والعلم وصار يحارب الموت ومع كلّ الأدوية والتطعيم والعمليات لا يزال البشر يموتون وكلّ يوم تظهر أمراض جديدة وأقوي...
هناك سبب ثاني للخوف من الموت وهو السبب الذي وصفته الأديان... جهنم... جهنم والجحيم موجودة في كلّ الأديان، نار حامية... وعليها تسعة عشر... لهم من فوقهم ظلّ من النار ومن تحتهم ظلّ...كلّ هذا لماذا؟ ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون" الزمر
من هم العباد؟ العبد هو الذي يتبع الربّ، هو الذي إذا أحسن سيكرمه الربّ من فضله وإذا أخطأ سيعذبه ويجلده، ولكننا لسنا عبيد ولا عباد... نحن عشاق الله وأحباءه... والله هو الذي وسعت رحمته كلّ شيء... وكتب علي نفسه الرحمة... إذاً لا مجال للخوف.. كيف تستطيع أن تعشق الله وأنت تخاف منه؟
لا تستخف بنفسك وتقول كيف يمكنني أن أعشق الله وأنا الخاطي والزاني والمجرم والكافر؟
يقال أنه حين عُرض يوسف في أسواق مصر للبيع اجتمع الناس حتي يضعون له سعراً فجاءت امرأه وقالت أنا اشتريه مقابل هذا الديك الذي أملكه!!!! فقالوا: هل جننتي؟ العزيز يريد أن يشتريه وأنت تشترينه بسعر هذا الديك؟ قالت: عزيز مصر عنده الكثير من المال ولكني لا أملك إلا هذا الديك... يعني حتي العزيز لم يدفع ليوسف حقه مع كلّ الأموال التي يمكلها...إذاً كن خالصاً وقدّم كلّ ما عندك لا تفكر أنه قليل أو كثير بل فكر أنه كلّ ما عندك....
أكيد هو بغني عن كلّ هذا المال والجاه والسلطة والشهرة ولن يطلب منك أي من هذه الأشياء بل سيطلب منك شيء واحد وهو (أنت) إذاً اترك كلّ شيء وقدّم نفسك ثمناً لهذا العشق...
(وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون)
هو بغني عن العباد والعبيد ولكنّه كان يعلم أننا سنعبد أشياء كثيرة، المال والسلطة والأولاد وغيرها ومع كلّ التعلق بهذه الأشياء وضع الموت حتي نترك كلّ هذا ونتبعه أو بالأحري سنتبع القوانين التي وضعها وهو قانون الفطرة الذي يهدينا إليه... إليه فقط لا غير..
إذاً لا تدع الأمل والخوف يسيطر عليك وتنظر إلي الموت وكأنه شيء غير مرغوب فيه، الرغبة في الحياة والرغبة في الموت هي كفتين لميزان واحد....
العارفين وضعوا لبعض أحكام تهذيب النفس أسماء تبدأ بالموت حتي تكون هذه الكلمة متداولة ولا ترتبط بالانتقال إلي العالم الآخر فقط بل ستكون أشياء نعمل بها مثلاً:
الموت الأحمر: هو تطبيق أحكام تهذيب النفس (الطريقة)
الموت الأبيض: هو العودة إلي الأكل البسيط وأن لا تكون عبداً للأكل
الموت الأخضر: هو العودة للحياة البسيطة في اللبس وأثاث البيت والمظاهر
الموت الأسود: هو تحمّل جهل الآخرين ومهما كان جهلهم وإهانتهم ستعفوا عنهم وترحمهم.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.