بأمارة زمرا زمرا
قال ابن الجزري - رحمه الله تعالى - في غاية النهاية في طبقات القراء (1/ 552) :
وأخبرني بعض شيوخنا أن ابن القلال كان لا يجيز أحدًا ممن يقرأ عليه إلا بجعل وأن شخصًا رحل إليه من بلاد بعيدة فلما أكمل عليه القراءات سأله الإجازة فطلبه منه الجعل وكان فقيرًا فشق ذلك عليه وتوجه مكسور الخاطر وبات تلك الليلة فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فكأنه سأله عن حاله فأخبره وشكا إليه من قول الشيخ فقال له صلى الله عليه وسلم: "لا عليك أرجع إليه غدًا وقل له بإمارة زمرًا زمرًا" فلما أصبح غدا إلى الشيخ وأخبره الخبر فقال: صدقت يا بني وبكى واستغفر الله مما مضى وعاهد ألا يأخذ شيئًا ممن يقرأ عليه وأجازه فسئل عن ذلك فقال: كنت ليلة أقرأ فوصلت إلى قوله تعالى {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} الآية حتى قرأت {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} فقلت في نفسي أيدخلون الجنة كلهم جملة واحدة أو كيف ثم نمت فرأيته صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "زمرًا زمرًا" أو كما قال.