فضاءات قوص

قوص

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 823.73
إعلانات


خَلِّ ادِّكارَ الأربُعِ


هذه قصيدة شائقة رائقة ذكرها العلامة أبو محمد القاسم بن علي بن محمد الحريري (516هـ) في مقاماته (مقامات الحريري) في المقامة البصرية :
و هي: - خَلِّ ادِّكارَ الأربُعِ :-

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خلِّ ادّكارَ الأرْبُعِ ... والمعْهَدِ المُرتَبَعِ

والظّاعِنِ المودِّعِ ... وعدِّ عنْهُ ودَعِ

...


وانْدُبْ زَماناً سلَفا ... سوّدْتَ فيهِ الصُّحُفا

ولمْ تزَلْ مُعتكِفا ... على القبيحِ الشّنِعِ


...



كمْ ليلَةٍ أودَعْتَها ... مآثِماً أبْدَعْتَها

لشَهوَةٍ أطَعْتَها ... في مرْقَدٍ ومَضْجَعِ


...



وكمْ خُطًى حثَثْتَها ... في خِزْيَةٍ أحْدَثْتَها

وتوْبَةٍ نكَثْتَها ... لمَلْعَبٍ ومرْتَعِ


...



وكمْ تجرّأتَ على ... ربّ السّمَواتِ العُلى

ولمْ تُراقِبْهُ ولا ... صدَقْتَ في ما تدّعي


...


وكمْ غمَصْتَ بِرّهُ ... وكمْ أمِنْتَ مكْرَهُ

وكمْ نبَذْتَ أمرَهُ ... نبْذَ الحِذا المرقَّعِ


...



وكمْ ركَضْتَ في اللّعِبْ ... وفُهْتَ عمْداً بالكَذِبْ

ولمْ تُراعِ ما يجِبْ ... منْ عهْدِهِ المتّبَعِ


...

فالْبَسْ شِعارَ النّدمِ ... واسكُبْ شآبيبَ الدّمِ

قبلَ زَوالِ القدَمِ ... وقبلَ سوء المصْرَعِ


...

واخضَعْ خُضوعَ المُعترِفْ ... ولُذْ مَلاذَ المُقترِفْ


واعْصِ هَواكَ وانحَرِفْ ... عنْهُ انحِرافَ المُقلِعِ


...



إلامَ تسْهو وتَني ... ومُعظَمُ العُمرِ فَني


في ما يضُرّ المُقْتَني ... ولسْتَ بالمُرْتَدِعِ


...


أمَا ترَى الشّيبَ وخَطْ ... وخَطّ في الرّأسِ خِطَطْ

ومنْ يلُحْ وخْطُ الشّمَطْ ... بفَودِهِ فقدْ نُعي


...



ويْحَكِ يا نفسِ احْرِصي ... على ارْتِيادِ المَخلَصِ

وطاوِعي وأخْلِصي ... واسْتَمِعي النُّصْحَ وعي


...


واعتَبِرِي بمَنْ مضى ... من القُرونِ وانْقَضى

واخْشَيْ مُفاجاةَ القَضا ... وحاذِري أنْ تُخْدَعي


...

وانتَهِجي سُبْلَ الهُدى ... وادّكِري وشْكَ الرّدى

وأنّ مثْواكِ غدا ... في قعْرِ لحْدٍ بلْقَعِ


...

آهاً لهُ بيْتِ البِلَى ... والمنزِلِ القفْرِ الخَلا

وموْرِدِ السّفْرِ الأُلى ... واللاّحِقِ المُتّبِعِ


...

بيْتٌ يُرَى مَنْ أُودِعَهْ ... قد ضمّهُ واسْتُودِعَهْ

بعْدَ الفَضاء والسّعَهْ ... قِيدَ ثَلاثِ أذْرُعِ


...

لا فرْقَ أنْ يحُلّهُ ... داهِيَةٌ أو أبْلَهُ

أو مُعْسِرٌ أو منْ لهُ ... مُلكٌ كمُلْكِ تُبّعِ


...

وبعْدَهُ العَرْضُ الذي ... يحْوي الحَييَّ والبَذي

والمُبتَدي والمُحتَذي ... ومَنْ رعى ومنْ رُعي


...



فَيا مَفازَ المتّقي ... ورِبْحَ عبْدٍ قد وُقِي

سوءَ الحِسابِ الموبِقِ ... وهوْلَ يومِ الفزَعِ


...

ويا خَسارَ مَنْ بغَى ... ومنْ تعدّى وطَغى

وشَبّ نيرانَ الوَغى ... لمَطْعَمٍ أو مطْمَعِ


...

يا مَنْ عليْهِ المتّكَلْ ... قدْ زادَ ما بي منْ وجَلْ

لِما اجتَرَحْتُ من زلَلْ ... في عُمْري المُضَيَّعِ


...

فاغْفِرْ لعَبْدٍ مُجتَرِمْ ... وارْحَمْ بُكاهُ المُنسجِمْ

فأنتَ أوْلى منْ رَحِمْ ... وخيْرُ مَدْعُوٍّ دُعِي



تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة