الحُسنُ جَمالُكِ سَيِّدُهُ
الحُسنُ جَمالُكِ سَيِّدُهُ* وَالسِحرُ عُيونُكِ مَورِدُهُ
معارضة لقصيدة الحصري القيرواني
( يا ليل الصب متى غده ؟ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحُسنُ جَمالُكِ سَيِّدُهُ : وَالسِحرُ عُيونُكِ مَورِدُهُ
وَالوَحيُ لِحاظُكِ مَهبِطُهُ : وَالحُبُّ فُؤادي مَعبَدُهُ
وَحَديثُكِ شِعرٌ مُبتَكَرٌ : أَطيارُ الجَنَّةِ تُنشِدُهُ
وَكَلامُكِ سِحرٌ في أُذُني : نَغَمُ الأَوتارِ يُرَدِّدُهُ
وَعَبيرُ الرَوضِ يَبوحُ بِهِ : لِلطَيرِ ضُحىً فَتُغَرِّدُهُ
أَشُروقُ جَبينِك أَم قَمَرٌ : في لَيلِ فروعِكِ نَشهَدُهُ
وَقوامُكِ أَو رُمحٌ لَدنٌ : أَم غُصنٌ رَقَّ تَأَوُّدُهُ
رَشَأُ الوادي يَزدانُ بِهِ : وَغُصونُ البانِ تُقَلِّدُهُ
هَذا يا أُختَ البَدرِ دَمي : بِخُدودِكِ لاحَ تَوَرُّدُهُ
قَد سالَ عَلى جَفنَيكِ أَسىً : هَيهاتَ عُيونُكِ تَجحَدُهُ
يا مَن أَسَرَت قَلبي فَغَدا : يُشقيهِ الأَسرُ وَيُسعِدُهُ
زيدي ما شِئتِ لَهُ تَلَفاً: قَلبي يُهنيهِ تَعَبُّدُهُ
وَمُري تَلقَي عَبداً دَنِفاً : بِدَلالِك جُنَّ تَوَجُّدُهُ
يُضنيهِ اللَيلُ وَيَعشَقُهُ : إِذ شابَه عَينَكِ أَسوَدُهُ
لِلَهِ فُؤادٌ مُلتَهِبٌ : قَد كادَ يُضيءُ تَوَقُّدُهُ
خَفّاقٌ لَجَّ الوَجدُ بِهِ : ما غَيرُ وِصالِكِ يُخمِدُهُ
هُوَ يَأمُلُ مَهَما خادَعَهُ الـ : مِقدارُ وَماطَلَهُ غَدُهُ
بِاللَهِ عِديهِ وَلَو كَذِباً : فَلَعَلَّ الوَعدَ يُبَرِّدُهُ
وَعَسى الآلامُ تُبارِحُهُ : فَيَنامَ اللَيلَ مُسَهَّدُهُ
وَيَظَلُّ يُرَتِّلُ مُبتَهِجاً: الحُسنُ جَمالُكِ سَيِّدُهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر فؤاد بليبل
أصله لبناني ولد بمصر
في 1911 وتوفي في 1941م ولم يتجاوز الثلاثين