يا سادة الأعراب لستم سادتي
يا سادة الأعراب لستم سادتي
خالد الطيبي
طالت لَيالي الظُلمِ كيفَ تَسيرُ : الحِملُ صعبٌ والمَخاضُ عَسيرُ
بانَت نَواجِذُ مَن تَلوكُ قُلوبَنا : وسَنا اللآليءِ للشِفاهِ أسيرُ
ليسَ التبسُّمُ في الضِباعِ مَسَرّةً : إنّ التّضاحُكَ أصلُهُ التكشيرُ
قالوا بأنّ النّصرَ صبرُ سُوَيْعَةٍ :غَنِمَ العَدوُّ وهَيمَنَ التَصبيرُ
إستأسد الجُرذانُ في عَرَصاتِنا : إذ كيفَ يَبدو السّبْعُ وهْوَ كَسيرُ
كَتَبوا الكِتابَ وَقسّموا أرزاقََنا : وَطَنُ العُروبَةِ جَنّةٌ وَسَعيرُ
لَكَأنَّ فتتْنَةَ مَسخِهِم حّلت بِنا : في أعورِ الدّجالِ جاءَ نَذيرُ
وَعَدوا إذا ما التُّركُ راحوا مِن هُنا :عَرشُ الخِلافَةِ للشّريفِ يَصيرُ
العرشُ آلَ لعَشْرَتين وَقِطعَتَيْـ ـنِ مُكسَّرٌ لا يُمكنُ التّجبيرُ
رسموا الخرائطَ كيفَ شاءوا سطّروا : أعلامُنا كم زانَها التسطيرُ
إعلامُنا في الهَجوِ صارَ قصيدةً : خَطّ الحُروفَ فَرزدَقٌ وَجَريرُ
تَغزو القَبائلُ بَعضَها في لُعبَةٍ : غبراءُ داحِسَ للوَرى تذكيرُ
يَحيا الغَريبُ بأرضِنا في عِزّةٍ : وابنُ العَزيزِ يَطالُهُ التهجيرُ
أمّا إذا شاءَ الذّليلُ تَعزُّزا : لَعَقَ الحِذاءَ وَسارَ حيثُ يَسيرُ
يا سادةَ الأعرابِ لستُم سادَتي : حَكَمت بِمَرْقَدِها " جُلَيْدَ مِئيرُ "
فَهيَ التي قامَت بِصوتِ شُعوبِها : حتى إذا هَمَستْ تَعالَ زَئيرُ
قُمتُم بِثَوراتٍ وقامَ دَليلُها : يَروي الحِكايَةَ طَبلَةٌ وَصَفيرُ
ما صمّت الآذانَ شِدّةُ عَزفِها : بَل كَثرةُ البُهتانِ والتّزويرُ
القُدسُ قُدسُ الله مُنذُ بٍنائها : هل ساءها التهويدُ والتَنصيرُ
" دَيّانُ " أقبَلَ بالجُنودِ يَدُكّها : هل صَدّهُ التهليلُ والتكبيرُ
هُوَ معدنُ الإنسانِ مَن يرقى بِها : يومَ القِيامَةٍ مُبصِرٌ وَضَريرُ
إنّ الحِجارَةَ لن تَدومَ وَإنّما : حامي الحِجارَةِ مَن لَهُ التّقديرُ
دَمُهُ بِأمرِ اللهِ جِدُّ مُحرّم : مِن جورِ أهلِ الشِركِ سوفَ يُجيرُ
أجرُ الرِّباطِ كَمَن يُناصِرُ أحمَداً : يوم التّنادي كُوثَرٌ وغَديرُ
يا سادة الأعرابِ ليسَ يَضُرُّنا : كلبٌ لِأمرَكَةِ البِلادِ سَفيرُ
فالصّبرُ عِندَ الكَربِ قال رَسولُنا : والقُدسُ قلبُ العُربِ راحَ يُشيرُ