فضاءات قوص

قوص

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 823.73
إعلانات


ليالي الجائعين

ليالي الجائعين

شعر :عبد الله البردوني


ليالي الجائعين

هذي البيوت الجاثمات إزائي : ليل من الحرمان والإدجاء


من للبيوت الهادمات كأنّها : فوق الحياة مقابر الأحياء


تغفو على حلم الرغيف ولم تجد : إلاّ خيالا منه في الإغفاء


وتضمّ أشباح الجياع كأنّها : سجن يضمّ جوانح السّجناء


وتغيب في الصمت الكئيب كأنّها : كهف وراء الكون والأضواء


خلف الطبيعة والحياة كأنّها : شيء وراء طبائع الأشياء


ترنو إلى الأمل المولّي مثلما : يرنو الغريق إلى المغيث النائي


وتلملم الأحلام من صدر الدّجى : سردا كأشباح الدجا السوداء

***
هذي البيوت النائمات على الطوى : نـوم العليل على انتفاض الداء


نامت ونام اللّيل فوق سكونها : وتغلّفت بالصمت والظلماء


وغفت بأحضان السكون وفوقها : جثث الدجى منثورة الأشلاء


وتلملمت تحت الظلام كأنّها : شيخ ينوء بأثقل الأعباء


أصغى إليها اللّيل لم يسمع بها : إلاّ أنين الجوع في الأحشاء


وبكا البنين الجائعين مردّدا : في الأمّهات ومسمع الآباء


ودجت ليالي الجائعين وتحتها : مهج الجياع قتيلة الأهواء


***
يا ليل ، من جيران كوخي ؟ من هم : مرعى الشقا وفريسة الأرزاء


الجائعون الصابرون على الطوى : صبر الربا للريح والأنواء


الآكلون قلوبهم حقدا على : ترف القصور وثروة البخلاء


الصامتون وفي معاني صمتهم : دنيا من الضجّات والضوضاء


ويلي على جيران كوخي إنّهم : ألعوبة الإفلاس والإعياء


ويلي لهم من بؤس محياهم ويا : ويلي من الإشفاق بالبؤساء


أنوح للمستضعفين وإنّني : أشقى من الأيتام والضعفاء


و أحسّهم في سدّ روحي في دمي : في نبض أعصابي وفي أعضائي


فكأنّ جيراني جراح تحتسي : ريّ الأسى من أدمعي ودمائي


ناموا على البلوى وأغفى عنهمو : عطف القريب ورحمة الرحماء


ما كان أشقاهم وأشقاني بهم : وأحسّني بشقائهم وشقائي


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة