فضاءات قوص

قوص

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


معلى الطائي يـرثي جاريته


معلى الطائي يـرثي جاريته

كان لمعلى الطائي جارية يقال لها وصف ، وكانت أديبة وشاعرة

، وقيل أن معلى الطائي أعطي في جاريته وصف أربعة آلاف دينار، فباعها ، فلما دخل عليها قالت له : بعتني يا معلى ؟

قال : نعم.

قالت : والله لو ملكت منك مثل ما تملك مني ما بعتك بالدنيا وما فيها .

فرد الدنانير واستقال صاحبه ، فأصيب بها إلى ثمانية أيام ، فقال يرثيها:

يا موت كيف سلبتني وصفا : قدمتها وتركتني خلفا


هلا ذهبت بنا معا فلقد : ظفرت يداك فسمتني خسفا


وأخذت شق النفس من بدني : فقبرته وتركت لي النصفا


فعليك بالباقي بلا أجل : فالموت بعد وفاتها أعفى


يا موت ما أبقيت لي أحدا : لما رفعت إلى البلى وصفا


هلا رحمة لشباب غانية : ريا العظام وشعرها الوحفا


ورحمت عيني ظبية جعلت : بين الرياض تناظر الخشفا


تغفي إذا انتصبت فرائسه : وتظل ترعاه إذا أغفى


فإذا مشى اختلفت قوائمه : وقت الرضاع فينطوي ضعفا


متحيرا في المشي مرتعشا : يخطو فيضرب ظلفه الظلفا


فكأنها وصف إذا جعلت : نحوي تحير محاجرا وطفا


يا موت أنت كذا لكل أخي : إلف يصون ببره الإلفا


خليتني فردا وبنت بها : ما كنت قبلك حاكما وكفا


فتركتها بالرغم في جدث : للريح تنسف تربه نسفا


دون المقطم لا ألبسها : من زينة قرطا ولا شنفا


أسكنتها في قعر مظلمة : بيتا يصافح تربه السقفا


بيتا إذا ما زاره أحد : عصفت به أيدي البلى عصفا


لا نلتقي أبدا معاينة : حتى نقوم لربنا صفا


لبست ثياب الحتف جارية : قد كنت ألبس دونها الحتفا


فكأنها والنفس زاهقة : غصن من الريحان قد جفا



يا قبر ابق على محاسنها : فلقد حويت النور والظرفا


تقييم:

4

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة