قوص

الشاعر أبو نواس والخليفة هارون الرشيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غضبَ الخليفة ُهارونُ الرشيدُ يوماً على الشاعِـر الحَسَن بن هانئ المعروف باسم ( أبو نـواس ) فأمرَ بقتله وطلبَ من الجـُند ِإحضارَه إلى ديوانه..
فلمَّا أحْضِرَ ورأى الديوانَ مُكـتظـَّاً بالعـُلماءِ والأعـْيانِ وسَمِعَ بحُكْم الرَّشيدِ عليه بالقتل ، قـالَ :
يا أميرَالمؤمنين ، ألـَكَ شهوة ٌبقتلي ؟
قـالَ :
لا ، بـل باستحقـاق ٍ .
فقـالَ أبو نـواس:
إنَّ اللهَ يُحاسِبُ ثم يعفـو ، أو يُعـاقـِبَ .. فيمَ استحققتُ القتلَ ؟
قـالَ : بقـولِـك :
ألا فاسْقِني خمْرًا وقــُل لي هي الخَـمْـرُ :ولا تسْقِني سِـرَّاً إذا أمْكَنَ الجَهْـرُ
قـالَ:
يا أميرَالمؤمنين ، أعـلِمْت أنـَّه سَـقـانِي ؟
قـالَ :
لا ، ولكِنني أظـُنُّ ذلِكَ .
قـال:
أتقتلني بالظنِّ ؟! إنَّ بعْضَ الظنِّ إثمٌ .
فقـالَ:
ولكـنكَ قـلْتَ أيضًا ما تستحـِقُّ به القتلَ ، وهو قولـُك :
ما جاءَنا أحَدٌ يُخبـِرُُ أنَّه : في جَـنةٍ مـُذ مـاتَ أو في نـار
قـالَ :
أفجَـاءَنا أحـَدٌ ؟
قـالَ:
لا .
قـالَ:
أوتـقـتـُلني على الصِّدْقِ ؟!
قـالَ:
أولسْتَ القـائـِلَ :
يا أحـْمدُ المُرتجَى في كُـلِّ نـــائبةٍ : قـُمْ سـيِّدي ننغِّـص جـَبَّار السماواتِ
قـالَ:
يا أميرَالمؤمنين ، أوصارَ القـَولُ فِعـْلاَ ؟
قـالَ:
لا أعـْلمُ .
قـالَ:
أوتقتلني على ما لا تعـْلمُُ ؟
قـالَ:
دعْ عنكَ هذا كلَّه فقـد اعـْترفـْتَ في مواضِِعَ كثيرةٍ مِن شِعـْرِك بما يـُوجبُ القتلَ ، كالـزِّنا والفـُجُـور .
فقـالَ أبـو نـواس :
قد عَـلِمَ اللهُ هذا مِـنْ قـبلِ عِـلْم أمير المؤمنين ،وأخـْبـَر أنـِّي أقـُولُ ما لا افعـَلُ ،فى قـَولِه تعـالى:
( والشُّعراءُ يتَّبِعُهم الغـاوون ألـَمْ تـَرَأنـَّهم في كًُـلِّ وادٍ يهيْمونَ وأنَّهم يقولونَ ما لا يفعلون )
فقـالَ الرشيدُ :
دعُــوه يذهـَبُ .. قطعَ اللهُ لِسانَه