فضاءات قوص

قوص

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


فَتَكاتُ طَرْفِكِ أم سيوفُ أبيكِ

فَتَكاتُ طَرْفِكِ أم سيوفُ أبيكِ

ابن هانئ الأندلسي

من العصر الأندلسي، من بحر الكامل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فَتَكاتُ طَرْفِكِ أم سيوفُ أبيكِ : وكؤوسُ خمرٍ أم مَراشفُ فيكِ


أجِلادُ مُرْهَفَةٍ وَفَتكُ مَحاجِرٍ : ما أنتِ راحمةٌ ولا أهلوك


يا بنتَ ذا السيْفِ الطويلِ نجادُهُ : أكَذا يجوزُ الحكمُ في ناديكِ


قد كان يَدعوني خيالُكِ طارقاً : حتى دعاني بالقَنا داعيكِ


عَيناكِ أم مغناكِ مَوْعِدُنا وفي: وادي الكرى نلقاكِ أو واديكِ


منعوكِ من سِنة الكرى وسرَوْا فلوْ : عَثَروا بطيفٍ طارقٍ ظَنّوك


وَدَعَوْكِ نَشوَى ما سقوكِ مُدامةً : لمّا تمايل عِطفُكِ اتّهَموكِ


حسبوا التكحّلَ في جفونك حليْةً : تاللّهِ ما بأكفِّهِمْ كحلوك


وجَلَوْكِ لي إذ نحن غُصْنا بانَةٍ : حتى إذا احتَفَلَ الهوَى حجَبوك


ولوَى مُقبَّلَكِ اللّثامُ وما دَرَوا : أن قد لَثمْتُ به وقُبِّلَ فُوك


فضَعي اللِّثامَ فقَبل خَدّك ضُرّجَتْ : راياتُ يحيى بالّدم المسفوك


يا خيَلَهُ لا تَسخَطي عَزَماتِهِ : ولئن سَخِطْتِ فقلّما يُرضيك


إيهاً فمِن بين الأسَّنةِ والظُّبى: إنّ الملائكَةَ الكِرامَ تَليك


قد قلّدَتْكِ يدُ الأميرِ أعِنّةً : لِتَخَايَلي وشكائماً لِتَلُوكي


وحَماكِ أغمارَ المَواردِ إنّهُ : بالسّيفِ من مُهَج العِدى ساقيك


عُوجي بجِنْحِ الليل فالمِلكْ الذي : يهدي النجومَ إلى العُلى هاديك


رَبُّ المَذاكي والعَوالي شُرّعاً : لكنّهُ وَتْرٌ بغيرِ شريك


هو ذلك الليْثُ الغَضَنْفَرُ فانجُ من : بَطشٍ على مُهَجِ الليوثِ وَشيكِ


تَلقاهُ فوقَ رِحالِهِ وأقَبَّ لا : تلقاه فوقَ حشيّةٍ وأريك


تأبَى له إلاّ المكارمَ يَشجُبٌ : تَأبَى سَنامَ المجدِ غيرَ تَموك


بيْتٌ سَما بكَ والكواكبُ جُنَّحٌ : من تحتِ أبنِيَةٍ له وسُمُوك


كذَبَتْ نفوسَ الحاسدينَ ظنونُها : من آفكٍ منهم ومن مأفوك


إنّ السّماءَ لَدُونَ ما ترْقَى له : والنجمُ أقرَبُ نَهجِكَ المسلوك


عاودتَ من دارِ الخلافةِ مطلعاً : فطلعتَ شمساً غيرَ ذاتِ دُلوك


ورأى الخليفةُ منك بأسَ مُهَنَّدٍ : بيديه من رُوحِ الشُّعاعِ سبيك


وغدتْ بك الدنيا زَبَرْجَدَةً جلَتْ : عن ثغْرِ لؤلؤةٍ إليك ضَحُوك


يَدُكَ الحميدةُ قبل جودك إنّها : يَدُ مالكٍ يَقضي على مملوك


صَدَقَتْ مُفَوَّفَةَ الأيادي إنما : يوماكَ فيها طُرَّتا دُرْنُوك


الشِّعُر ما زُرّتْ عليك جُيوبُهُ : من كلِّ مَوْشيِّ البديعِ مَحوك


والفَتْكُ فَتْكٌ في صميمِ المالِ لا : ما حدّثوا عن عُرْوَةَ الصُّعْلوك


وأرى الملوكَ إذا رأيتُكَ سُوقَةً : وأرى عُفاتَكَ سُوقَةً كمُلوك


الغيثُ أوّلهم وليْسَ بمُعْدِمٍ : والبحرُ منهُم وهو غير ضريك


أجرَيتَ جودَكَ في الزُّلال لشاربٍ : وسبَكتَه في العسجدِ المسبوك


لا يَعْدَمَنّكَ أعوَجٌّي صَعَّرَتْ : عاداتُ نصرك منه خَدَّ مليك


من سابحٍ منها إذا استحضَرتَهُ : رَبِذِ اليدَين وسَلهَبٍ مَحبوك


قَيدِ الظَّليمِ مخبِّرٍ عنْ ضاحِكٍ : من بَيض أُدحيِّ الظّليم تَريك


لو تأخُذُ الحَسناءُ عنهُ خِصالهَا : ما طالَ بَثُّ مُحِبِّها المفروك


أو كان سُنبُكُهُ الدّقيقُ بكفّهَا : نَظَمَتْ قلائدَهَا بغيرِ سُلوك


لك كلُّ يوم لو تقدَّم عَصُرهُ : لم يَلْهَجِ العَدَوِيُّ باليَرموك


وقعاتُ نَصرٍ في الأعادي حدّثَتْ : عن يوم بدرٍ قَبْلها وتَبوك


هل أنتَ تارِكُ نَصْل سيفِك حِقبةً : في غِمده أم ليس بالمتروك


لو يَستطيعُ الليلُ لاستعدى على : مَسراكَ تحتَ قِناعِهِ الحُلكوك


لاقيتَ كلَّ كتيبةٍ وفَلَلتَ كل ضريبَةٍ وألَنتَ كلَّ عَرِيك



الشاعر: ابن هانئ الأندلسي

محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم، يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة. أشعر المغاربة على الإطلاق. وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق. وكانا متعاصرين.



تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة