رسالةٌ إلى الشباب
رسالةٌ إلى الشباب
ــــــــــــــــــــــــ
استيقظَ الشاعرُ عمر بن بهاء الدين الأميري بعد منتصف ليلة عرفة هائج النفس ، ثائرَ الشباب ، وكان قد تعرضَ في تلك الليلةِ إلى إغراءٍ كثيرٍ و دعوةٍ إلى الفاحشةِ صريحة ، فانْطلقَ يضجُّ بالشكوى و يطلبُ من الله الغوثَ والعون والمدَدَ قائلاً :
كيف أنجو يا خالقي من شبابٍ : عــــارمٍ عـــاصف التوثب ضاري
مستبدّ بكلِّ ذراتِ جـســــمي : مـــستفـــزٍّ كـــوامــــنَ الأوطار
كلّما رمتُ كـبــتَــــه ثــار جهلا : و تخطّى عقلي و أعيا وقـــاري
فأنا منه ما كـبحتُ هـــواهُ في : جــمـــوح وحـــدة و اســــتعارِ
كيف أنجــو و إنّه مــســتــقــرٌّ : في كياني و في صميمِ نجاري
هــو من طينتي الــتي لوثتني : و رَمَـــتْــني فـــــريسة الأقدار
إنّــه رجــعــة الــصـدى لفحيح : لاهـــب الـــذات غـــاشمٍ كفّار
قـــد تــحدّى أبي الكبيرَ قديما : فــــرمــــاهُ مـــن عــالمِ الأبرار
من كتاب : ليلى بين الجنّةِ والنّار
ص 106 .