حق الآخر نص قرآن كريم للصف الأول الإعدادي
حق الآخر
قرآن كريم
( من سورة الحجرات)
ـــــــــــــــــــ
النص :
قال الله – تعالى -
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّخَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(11)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ واتقوا الله إن الله تواب رحيم (12 ) يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(13)
اللغويات :
- إخوة : المراد الأخوة في الدين
- اتقوا : خافوا
- لعل : حرف يفيد الرجاء
- ترحمون : مضادها تعذبون
- يسخر : يهزأ - يحتقر
- عسى : رجاء
- خيرا : أفضل وأحسن
- تلمزوا : تعيبوا
- أنفس : مفردها نفس
- لا تنابزوا بالألقاب: لا يدعو بعضكم بعضا بلقب يكرهه
- بئس : ساء مضادها نعم
- الفسوق : الخروج عن طاعة الله مضادها الطاعة
- يتب : يرجع إلى الله
- اجتنبوا : ابتعدوا , اتركوا مضادها اقتربوا أو ارتكبوا
- الظن : الشك والمضاد اليقين
– إثم : ذنب والجمع آثام
- لا تجسسوا : لا تتبعوا عورات الناس
- يغتب : يذكر أحدا في غيابه بما يكرهه
- تواب : صيغة مبالغة بمعنى كثير قبول التوبة
- رحيم : صيغة مبالغة بمعنى واسع الرحمة
- ذكر وأنثى : المراد آدم وحواء – عليهما السلام –
- شعوبا : مفردها شعب
- قبائل : مفردها قبيلة
لتعارفوا: ليتعرف بعضكم بعضا فتتحابوا
- أكرمكم : أشرفكم – أفضلكم و مضادها أحقركم
- أتقاكم : أخوفكم لله – تعالى -
- خبير : عليم ( واسع العلم والإحاطة بكل شيء )
تفسير الآيات :
10 - يخاطب الله – تعالى - عباده المؤمنين موضحا لهم طبيعة العلاقة بينهم والرابط القويم الذي يربطهم جميعا وهو الأخوة في الإيمان والتي تجمع قلوبهم على قلب رجل واحد
لذلك يتعين عليهم متى حدث خلاف بين مؤمنين واجب الإصلاح بينهما حتى يسود الوفاق والمحبة في المجتمع
11- ثم توجه الآيات الكريمة المؤمنين إلى ضرورة إقامة مجتمع يقوم على الألفة و المحبة , ونبذ الأسباب التي تؤدي إلى الشقاق والكراهية ومنها
- السخرية والاستهزاء بالآخرين , سواء فيما بين الرجال أو النساء
فينهى الله – تعالى عن ذلك وينبه إلى أنه ( ربما يكون من تسخر منه أفضل منك عند الله – تعالى - )
- وينهانا – تعالى – عن أن نلقب بعضنا بعضا بألقاب مكروهة , وعن أن ينادي بعضنا بعضا بأسماء قبيحة نحقر بها من شأن الآخرين
- فمثل هذه الأعمال لا تليق بالمؤمن كما تعتبر خروجا عن طاعة الله – تعالى -
- ومن يفعل مثل هذه الأفعال القبيحة ثم لا يتوب عنها ويصر عليها , ولا يرجع إلا الله – تعالى – نادما مستغفرا يكون ظالما لنفسه بتعريضها لغضب الله – تعالى – وعقابه
12 – تستكمل الآيات ما حرمه الله - تعالى – على
المؤمنين من أمور توجب الحقد والكراهية وتنقض عرى المحبة والترابط بينهم
- فحرم الله – تعالى - الظن السيئ بالآخرين , فليس كل الظن يكون موافقا للواقع , وقد يخطئ الظن , فنظلم الناس ونتهمهم بما لا ذنب لهم فيه , فيكون بعض الظن إثما وذنبا
لذا أمر – تعالى – المؤمنين بالابتعاد عن كثير من الظن , حتى يحافظوا على براءة ساحتهم وصفاء قلوبهم تجاه الآخرين
- كما حرم الله – تعالى - التجسس لما فيه تتبع لعورات الناس والاطلاع على ما يكرهون اطلاع أحد عليه , وإفشاء لأسرارهم
- وحرم الله – تعالى - الغيبة وهي أن تذكر أخاك في غيبته بشيء يكره , و لقد نفرنا الله – تعالى - منها أشد التنفير حين شبه مرتكبها بمن يأكل لحم أخيه ميتا
- ثم تبين الآيات الطريق الصحيح لمن وقع في مثل هذه الأفعال وهي طريق العودة إلى – تعالى - والتوبة إليه فهو- تعالى – كريم تواب واسع المغفرة و الرحمة
13 – يذكر الله – تعالى – الناس بوحدة أصلهم ,إذ هم جميعا أبناء أب واحد , وأم واحدة , إذ بثهم الله – تعالى – جميعا من آدم وحواء – عليهما السلام - , ثم جعلهم شعوبا وقبائل للتعارف بينهم وإشاعة المحبة والمودة , وما دام الأصل واحدا فلا ينبغي التفرق والتنافر .
التذوق الجمالي للآيات :
-إنما المؤمنون إخوة : أسلوب قصر باستخدام إنما , يفيد التوكيد والتخصيص
والتعبير عن المؤمنين بلفظ الإخوة يدل على شدة الترابط
- فأصلحوا : أسلوب أمر غرضه النصح والإرشاد
- بين أخويكم : ساوى بين المتخاصمين فجعل كلا منهما أخا , ليراعى العدل عن الإصلاح .
- اتقوا الله : أسلوب أمر غرضه النصح والإرشاد
- لعلكم ترحمون : تعليل لما قبلها , وأسلوب فيه إغراء وحث على العمل الصالح للفوز برحمة الله – تعالى -
- يا أيها الذين آمنوا: أسلوب نداء غرضه شد الانتباه , وخص المؤمنين بالنداء تكريما وتشريفا لهم فهم أهل الطاعة
-لا يسخر :أسلوب نهي غرضه التحذير
- قوم – نساء : جاءتا نكرة للعموم والشمول
- عسى أن يكونوا خيرا منهم : تعليل لما قبلها
- لا تلمزوا – لا تنابزوا : أسلوبا نهي للتحذير
( غرضهما النصح والإرشاد )
- بئس الاسم الفسوق :أسلوب ذم لبيان سوء هذا الفعل
- الفسوق- الإيمان : كلمتان بينهما تضاد يوضح المعنى ويقويه .
- أولئك هم الظالمون : التفات بالانتقال من المخاطب إلى الغائب وفيه شد للانتباه
- أولئك : اسم إشارة للبعيد للتحقير واستحضار صورة المخاطب
- اجتنبوا كثيرا من الظن : أسلوب أمر للنصح والإرشاد والتحذير
- إن بعض الظن إثم : تعليل لما قبلها وهو أيضا تعبير مؤكد بـإن , للتأكيد على حرمة الظن السيئ
- لا تجسسوا : أسلوب نهي للنصح والإرشاد والتحذير
-لا يغتب : أسلوب نهي للنصح والتحذير
-أيحب أحدكم : أسلوب استفهام غرضه الاستنكار
- أن يأكل لحم أخيه ميتا : تصوير للمغتاب بمن يأكل لحم أخيه ميتا , والغرض شدة التنفير من الغيبة
- اتقوا الله : أسلوب أمر للنصح والإرشاد
- إن الله تواب رحيم : أسلوب مؤكد بإن
- يا أيها الناس: أسلوب نداء غرضه التنبيه
- إنا خلقناكم من ذكر وأنثى : أسلوب مؤكد بإن , لبيان تساوى الناس جميعا في أصل الخلق
- شعوبا – قبائل : جاءتا جمعا للكثرة
- لتعارفوا : تعليل لما قبلها
- إن أكرمكم عند الله أتقاكم : أسلوب مؤكد بإن , لبيان أفضلية المتقين عند الله – تعالى –
- إن الله عليم خبير : أسلوب مؤكد بإن
عليم – خبير : صيغتا مبالغة لبيان سعة علم الله – تعالى - وإحاطته
دعاء الاستذكار :
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا , وانت تعل الحزن إذا شئت سهلا
( رب اشرح لي صدري , ويسر لي أمري )