فضاءات قوص

قوص

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


فقير يعظ الخليفة

حكى أن المأمون أشرف يومًا من على قصره فرأى رجلاً يكتب بفحمةٍ على حائط قصره.

فقال لبعض خدمه: اذهب إلى ذلك الرجل فانظر ما كتب وأتني به. فبادر الخادم إلى الرجل مسرعاً وقبض عليه وقال: ما هذا الذي كتبت ؟.

فإذا به قد كتب هذين البيتين:

يا قصـر جمـع فيك الشؤم واللوم : متى تعشش في أركانك البوم

يوماً يعشش فيك البوم من فرحي : أكون أول من ينعــاك مرغـوم

ثم إن الخادم قال له: أجب أمير المؤمنين.

فقال الرجل: سألتك بالله لا تذهب بي إليه.

فقال الخادم: لا بد لك من ذلك

ثم ذهب به يشده .

فلما مثل بين يدي أمير المؤمنين وأعلم بما كتب. فقال له المأمون: ويلك ما حملك على هذا؟.

فقال: يا أمير المؤمنين إنه لا يخفى عليك ما حواه قصرك هذا من خزائن الأموال والحلي والحلل والطعام والشرابٍ والفرش والأواني والأمتعة والجواري والخدم وغير ذلك مما يقصر عنه وصفي. ويعجز عنه فهمي. وإنّي قد مررت عليه الآن وأنا في غاية من الجوع والفاقة. فوقفت مفكراً في أمري وقلت في نفسي: هذا القصر عامر عالٍ. وأنا جائعٌ ولا فائدة لي فيه. فلو كان خرابًا ومررت به لم أعدم رخامة أو خشبةً أو مسمارًا أبيعه وأتقوت بثمنه. أو ما علم أمير المؤمنين رعاه الله قول الشاعر:

إذا لم يكن للمرءِ في دولةِ امرئٍ : نصيـبٌ ولا حظٌ تمنّى زوالها

وما ذاك من بغضٍ له غير أنّه : يرجو سواها فهو يهوى انتقالها

فقال المأمون: يا غلام أعطه ألف درهم.

ثم قال: هي لك في كل سنةٍ ما دام قصرنا عامرا بأهله مسروراً بدولته وأنشدوا في معنى ذلك:

إذا كنت في أمرٍ فكن فيه محسناً : فعما قليلٍ أنت ماضٍ وتاركه

( إعلام النّاس للأتليدي )


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة