( لا ضَرر ولا ضِرار )
عن عُبادة بن الصَّامِت و ابن عباس و أبي سعيد الخُدْريّ و أبي هُريرة و جابر بن عبد الله و عائشة – رضي الله عنهم -
قالَ رسولُ اللهُ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - :
( لا ضَرر ولا ضِرار ) .
الدَّارَقُطْنِىّ .
ـــــــــــــــــــــ
إرواءُ الغلِيلِ .
للشيخ الألبانيّ .
- ( لا ضَرَرَ ولا ضِرار ) وهذه هي الرواية الصحيحة ، وقد رُويَتْ ( ضِرار ) بغير همزة و( إضرار ) بالهمزة ، ووقع ذلك في بعض روايات ابن ماجه، والدارقطني ، وفي بعض نسخ ( المُوطّأ ) للإمام مالك .
و ( الضِّرارُ ) مْصْدرُُُُُُ " ضار، يضار، ضراراً، ومضارة " مثل "جاهد يجاهد جهاداً، ومجاهدة " ..
وقد اختلَفَ العُلماءُ حول تفْسير معنى كُلٍّ منْ " ضَرَر " و " ضِرار " : -
* فمنهم مَنْ قال : ( هما بمعنى واحِدٍ ، على وجْهِ التَّأكيدِ ) .
* والمشهورُ بينهم أنَّ هناك فرْقاً بينهما – على تفصيل - فقد وَرَد َهذا الفَرْقُ على عِدَّة أوجُه :
(1) ( الضَّررُ : أمْرٌ فيه نفْعٌ لك َوضَرَرٌ لأخيك أمَّا الضِّرارُ : فأمْرٌ فيه ضَرَرٌ لكَ وضَرَرٌ لأخيك ).
(2) ( الضَّرَرُ : ما كانَ عَنْ غيْر قَصْدٍ ، والضَّرارُ : ما كانَ عَنْ قصْدٍ ) ..
(3) و قيل:
( الضَّرَرُ : هو الاسم ، والضِّرارُ : هو الفعل ) ، بمعنى : أنَّ الضَّررَ نفسَه هو ( الاسم ) وإدْخالُ الضَّرر بغيْر حَقٍّ هو ( الفعل )
(4) وقيل:
( الضَّرَرُ : هو أنْ يُدْخِلَ الإنْسانُ على غيْره ضَررًا ، بما ينتَفِعُ هو به..
والضِّرارُ : هو أنْ يُدْخِلَ الإنْسانُ على غيْره ضَررًا، بما لا ينتَفِعُ هو به.
كمَنْ مَنعَ مالاً يضُرَّه ، ويتضرَّرُ به المَمْنوعُ ).
ورجَّح هذا القولَ طائفةٌ من العلماء منهم : ابنُ عبد البر، وابنُ الصَّلاح .
(5) وقيل:
( الضَّرَرُ : هو أنْ يضُرَّ الإنْسانُ بمَنْ لا يضُرُّه ، والضِّرارُ : هو أنْ يضُرَّ الإنسانُ بمَنْ قد أضّرَّ به ).
وبجمع هذه الآراءِ جميعِها – على َما فيها مِنَ اخْتِلافٍ حول تفْسير معنى الضَّرَر والضِّرار ،
يتأكَّدُ لنا ما قرَّره رسُولُنا الكريمُ - صلى الله عليه وسلم - في حديثه الشَّريفِ هذا : " لا ضَرَرَ و لا ضِرارَ "
فكِلاهما وإنْ اختلفَ التأويلُ يَنهِى عنه الشَّارعُ الحكيم لما فيه مِنْ أذى سواءَ أكانَ للنَّفْسِ أمْ للغَيْر .
.........
http://www.khbarbladi.com/egypt/theme-reg-eg_mo21_sec4_reg26-th_23.html