قصيدة عن الصبر
قصيدة عن الصبر
يا بائع الصبر لا تُشفِق على الشَّاري : فدِرهمُ الصبر يسوى ألفَ دينارِ
لا شيء كالصبر يشفي جُرحَ صاحبِهِ : و لا حوى مثلَهُ حانوتُ عطّارِ
هذا الذي تُخمِدُ الأحزانَ جُرعتُهُ : كبارِدِ الماءِ يُطفِي حِدَّة النارِ
و يَحفَظُ القلبَ باق في سلامتِهِ : حتى يُبَدَّلَ إِعسارٌ بإيسارِ
إنَّ السلامةَ كنزٌ كلُّ خردلة : منهُ تُقَوَّمُ من مال بقنطارِ
و المالُ يُدعى صديقًا عند حاجتِهِ : و قد يكون عدوًّا داخل الدارِ
كما أتى أمسِ ذاك المالُ مُكتسَبًا : يأتي غدًا من بديعِ اللُّطفِ جبَّارِ
حوادِثُ الدَّهرِ تجري في البلادِ على : مراتِبِ النَّاسِ مِقدارًا بمقدَارِ
إنَّ الرِّياحَ تُصيبُ النَّخلَ تَقصِفُهُ : و ليسَ تَقصِفُ غُصنَ الشِّيحِ و الغارِ
هَب أنَّكَ الشَّمسُ في الأفلاكِ طاِلعَةً : هل تسلمُ الشَّمسُ من كَسَفٍ و أكدارِ
و الشَّمسُ في بُرجِهاَ شَمسٌ و لو كُسِفَت : فلا يَحُطُّ عُلاَها كَسَفُ أَنوارِ
للدَّهرِ يومٌ علينا لا يدومُ كما : يومٌ لنا لم يَدُم في حُكمِهِ الجاري
لا يلبَثُ الغُصنُ عُريانًا بلا ثمرِ : حتى تراهُ بأوراقٍ و أثمارِ
سيفتحُ اللهُ بابًا ليسَ تعرِفُهُ : و مَنهَجًا غيرَ ملحُوظ بأَبصارِ
إذا قطعنا رجاءَ النَّفسِ من فرَج : فإنَّنا قد قَطَعنا رحمَةَ الباري
" شعر : ناصيف اليازجي - شاعر لبناني - "