فضاءات قوص

قوص

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 1188.8
إعلانات


في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم -

في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم -

شعر: الدكتورعبد الرحمن العشماوي


" عناقيد الضياء "




هَلَّ الهلالُ فكيفَ ضلَّ السَّاري
وعلامَ تبقى حَيْرةُ المحتار


ضحكَ الطريقُ لسالكيهِ فقلت
لمن يلوي خطاهُ عن الطريقِ حذار


وتنفسَ الصبحُ الوضيءُ فلا تسل
عن فرحة الأغصان والأشجار


غنَّت بواكير الصباح فحركت
شجوَ الطيورِ ولهفةَ الأزهار


غَنَّت فمكة وجهها متألقٌ
أملاً ووجهُ طغاتها متوارِ


هَلَّ الهلالُ فلا العيونُ ترددت
فيما رأتهُ ولا العقولُ تماري


والجاهلية قد بنت أسوارها
دون الهدى فانظر إلى الأسوار


واقرأ عليها سورة الفتحِ التي
نزلت ولا تركن إلى الكفار

أوما ترى البطحاء تفتح قلبها
فرحاً بمقدم سيد الأبرار

عطشى يلمظها الحنين ولم تزل
تهفو إلى غيثِ الهدى المِدرار


ماذا ترى الصحراء في جنحِ الدجى
هي لا ترى إلا الضياء الساري

وترى على طيف المسافر هالةً
بيضاءَ تسرق لهفة الأنظار


وترى عناقيدُ الضياءِ ولوحةً
خضراءَ قد عرضت بغير إطار


هي لا ترى إلا طلوع البدرِ في
غَسَقِ الدجى وسعادة الأمصار


ما زلت أسمعها تصوغُ سؤالها
بعبارة تخلو من التكرار


هل يستطيع الليل أن يبقى إذا
ألقى الصباحُ قصيدةُ الأنوار


ماذا يقول حراء في الزمن الذي
غلبت عليه شطارة الشُطَّار


ماذا يقول للاتهم ومناتهم ؟
ماذا يقول لطغمة الكفار ؟


ماذا يقول ؟ ولم يزل متحفزاً
متطلعاً لخبيئةُ الأقدار


طِبْ يا حِراءُ فلليتيم حكاية
نسجت ومنكَ بدايةُ المشوار


أوما تراهُ يجيء نحوك عابدًا
متبتلاً للواحد القهار

أوما ترى في الليل فيض دموعه
أوما ترى نجواهُ بالأسحار


أسمعت شيئاً يا حِراءُ عن الفتى
أقرأتَ عنهُ دفاتر الأخيار


طِبْ يا حِراءُ فأنت أولُ بقعةٍ
في الأرض سوف تفيض بالأسرار


طِب يا حِراءُ فأنتَ شاطىء مركبٍ
ما زالَ يرسمُ لوحةُ الإبحار


ماجت بحار الكفر حين جرى على
أمواجها الرعناء في إصرار


وتساءل الكفار حين بدت لهم
في ظلمةِ الأهواءِ شمعةُ ساري


من ذلك الآتي يمد لليلنا قبساً
سيكشفُ عن خبايا الدار


من ذلك الآتي يزلزل ملكنا
ويرى عبيد القوم كالأحرار


ما بالهُ يتلو كلاماً ساحراً
يغري ويلغي خطبة استنفار


هذا محمد يا قريشُ كأنَّكم
لم تعرفوه بعفةٍ ووقار


هذا الأمين أتجهلون نقاءه
وصفاءه ووفاءه للجار


هذا الصدوق تطهرت أعماقهُ
فأتى ليرفعكم عن الأقذار


طِبْ يا حِراءُ فأنت أول
ساحةٍ ستلينُ فيها قسوةُ الأحجار


سترى توهجَ لحظة الوحي الذي
سيفيض بالتبشير والإنذار

اقرأ ألم تسمع أمين الوحي إذ
نادى الرسول فقال لست بقاري


اقرأ فديتك يا محمدعندما
واجهت هذا الأمر باستبصار


وفديت صوتك عندما رددتها
آياً من القرآن باسم الباري


وفديت صوتك خائفاً متهدجاً
تدعو خديجةَ أسرعي بدثار


وفديتُ صوتك ناطقاً بالحق لم
يمنعك ما لاقيت من إنكار


وفديت زهدكَ في مباهجِ عيشهم
وخلو قلبكَ من هوى الدينار


يا سيد الأبرار حبك لوحةٌ
في خاطري صداحةُ الأطيار


والشوق ما هذا بشوقٍٍٍ إنه
في قلبي الولهان جدوةُ نار


حاولت إعطاء المشاعر صورة
فتهيبت من وصفها أشعاري

ماذا يقول الشعرُ عن بدرِ الدجى
لما أضاء مجالس السمار


يا سيد الأبرار أمتك التي
حررتها من قبضة الأشرار


وغسلتَ من درن الرذيلة ثوبها
وصرفت عنها قسوة الإعصار


ورفعت بالقرآن قدر رجالها
وسقيتها بالحب والإيثار


يا سيد الأبرار أمتك التوت

فيعصرنا ومضت مع التيار


شربت كؤوس الذُل حين تعلقت
بثقافةٍ مسمومةُ الأفكار


إني أراها وهي تسحبُ ثوبها
مخدوعة في قبضة السمسار


إني أراها تستطيبُ خضوعها
وتلينُ للرهبان والأحبار


إني أرى فيها ملامحَ خطةٍ
للمعتدين غريبة الأطوار


إني أرى بدع الموالدِ أصبحت
داءً يهددُ منهجَ الأخيار


وأرى القبابَ على القبورِ
تغري العيونَ بفنها المعماري


يتبركونَ بها تبركَ جاهلٍ
أعمى البصيرة فاقد الإبصار


فرقٌ مضللةٌ تجسدُ حبها
للمصطفى بالشطح والمزمار

أنا لستُ أعرفُ كيف يجمع عاقلٌ
بين امتداحِ نبينا والطار


كبرت دوائرُ حزننا وتعاظمت
في عالم أضحى بغير قرار


إني أقول لمن يخادع نفسه
ويعيش بين سنابك الأوزار


سَلْ أيها المخدوع طيبة عندما
بلغت مداها ناقة المختار


سل صوتها لما تعالا هاتفاً
وشدى بألف قصيدةِ استبشار


سل حنين الجذع فيمحرابه
وعن الحصى في لحظة استغفار


سل صُحبة الصديق وهو أنيسه
في دربه ورفيقه في الغار


سل حمزة الأسد الهصورَ فعنده
خبرٌ عن الجنات والأنهار


سل وجه حنظلةَ الغسيل فربما
أفضى إليك الوجه بالأسرار


سل مصعباً لما تقاصرَ ثوبه
عن جسمه ومضى بنصفِ إزار


سل في رياض الجنة ابن رواحة
واسأل جناحي جعفر الطيار


سل كل من رفعوا شعارَ عقيدةٍ
وبها اغتنوا عن رفع كل شعار


سلهم عن الحب الصحيح ووصفه
فلسوف تسمع صَادِقَ الأخبار


حُبُّ الرسولِ تمسك بشريعة
غراء في الإعلان والإسرار


حب الرسول تعلق بصفاته
وتخلق بخلائق الأطهار


حب الرسول حقيقة يحيى بها
قلب التقي عميقة الآثار


إحياء سنته إقامة شرعه
في الأرض دفع الشك بالإقرار


إحياء سنته حقيقة حبه
فيالقلب في الكلمات في الأفكار


يا سيد الأبرار حبك في دمي
نهرٌ على أرض الصبابة جاري


يا من تركت لنا المحجةَ نبعها
نبعٌ اليقين وليلها كنهار


سُحُبٌ من الإيمان تنعشُ أرضنا
بالغيث حين تخلف الأمطار


لك يا نبي الله في أعماقنا
قممٌ من الإجلال والإكبار


عهدٌ علينا أن نصون عقولنا
عن وهم مبتدعٍ وظن مماري


علمتنا معنى الولاء لربنا
والصبر عند تزاحم الأخطار


ورسمت للتوحيد أكمل صورة
نفضت عن الأذهان كل غبار


فرجاؤنا ودعاؤنا ويقيننا
وولاؤنا للواحد القهار


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة