الجواهري يرثي الرصافي
الجواهري يرثي الرصافي
رثى الشاعر محمد مهدي الجواهري الشاعر معروف الرصافي فقال : -
تمرَّستَ " بالأولى " فكنتَ المُغامِرا : وفكَّرتَ " بالأخرى " فكنتَ المُجاهِرا
وفضَّلتَ عيشاً بين تلك وهذه : به كنتَ ، بل لولاهُ ، ما كنتَ شاعرا
وما الشِّعرُ إلاَّ ما تفتَّقَ نُورهُ عن : الذهنِ مشبوباً ، عن الفكر حائرا
عن النفس جاشت فاستجاشت : بفيضها عن القلبِ مرتجَّ العواطفِ زاخراً
وما زجَّ في شتَّى المَهاوي بربِّه : وقحَّمهُ " النَهجينِ " قصداً ، وجائرا
وما هو بالحبلِ الذي رُحتَ مرغِماً : " أوائلَه " أنْ تلتقي و " الأواخرا"
وكنتَ جريئاً حين يدعوكَ خاطرٌ : مِن الفكر أن تدعو إليك المَخاطرا
على ثقةٍ أنْ لستَ في الناس: واجداً على مِثله – إلاَّ القليلَ – مُناصراً
وكنتَ صريحاً في حياتكَ كلِّها : - وكانَ – ومازالَ – المصارِحُ نادراً
فقد كنتَ عن وحي الضرورةِ ناطقاً : وقد كنتَ عن محضِ الطبيعة صادراً
وقد كنتَ في تلك " الأماديحِ " شاتماً : محيطاً " بأربابِ " القرائحِ كافرا
وإلاَّ فأنتَ المانعُ الصُغرِ " عن يدٍ : أبتْ أنْ تُحلَّى في الجِنان أساورا"
وإنَّكَ أنقى من نُفوسِ خبيثةٍ : تُراوِدُ بالصَّمت المريبِ المَناكرا
تَعيبُ على الشِّعرِ التَّحايا رقيقةً: وتلثُم من " بغلٍ هجينٍ " حوافرا
http://www.khbarbladi.com/egypt/theme-reg-eg_mo21_sec4_reg26-th_09.html