لـمـلـمْتُ ذكرى لقـاءِ الأمس بـــالهُدُبِ
لـمـلـمْتُ ذكرى لقـاءِ الأمس بـــالهُدُبِ
ورحْتُ أحضنُهـا فـي الخـــافق الــتَّعِبِ
أيـدٍ تُلـوِّحُ مـن غـيبٍ وتغمُرُنـــــي
بـالـدفءِ والضـــوء، بـالأقـــمـارِ والشُّهب
مـا للعصـافـيرِ تدنـو ثـم تسألنـــــــي:
أهـمـلـتِ شعـرَكِ، راحَتْ عُقـدةُ القصــب
رُفـوفُهـا وبريـقٌ فـي تلَفُّتهـــــــــــا
تثـــــيرُ بــــــي نحـوَهـا بعضًا مـــن العَتَب
حـيْرَى أنـا يـا أنـا، والعـيـنُ شــــاردةٌ
أبكـي، وأضحكُ فـي سِرِّي بـــــــلا سبب
أهـواهُ؟ مَنْ قـال؟ إنـي مـــــا ابتسمَتُ له
دَنـــــــــا، فعـانَقَنـي شـوقٌ إلى الهــــرَب
نسـيـتُ مِن يـدِه أن أستـردَّ يــــــــدي
طـال السلامُ وطـــــــــــــــالَتْ رفَّةُ الهُدُب
حـيرَى أنـا، يـا أنـــــــــــــا، أنهَدُّ مُتعبةً
خلف الستـــــــــائرِ فـي إعـيـــاءِ مُرتَقب
أهْوَ الهـوى؟ يـا هلا إن كـان زائرَنـــــــا
يـا عطرُ، خـيِّمْ عـــلى الشُّبّاك وانسكِب
* للشاعر اللبناني: عاصي الرحباني