قصيدة الحصري القيرواني ومعارضوها
قصيدة الحصري القيرواني ومعارضاتها
نظم الشاعر الضرير أبو الحسن علي الفهري الحصري القيرواني
( المتوفى سنة 488 هـ = 1095 م )
قصيدته الشهيرة من بحر المتدارك ، ( يا ليل الصب )
فعارضها أكثر من ثلاثين شاعرا على مر العصور الأدبية :
قال الحصري القيرواني :
يـا لـيـلُ الـصـبُّ مـتـى غــدُه : أقــيامُ الـسَّـاعــةِ مَـوْعِــدُهُ
رقــدَ الـسُّــمَّــارُ وأَرَّقـــه : أســفٌ لـلـبــيْــنِ يــردِّدهُ
فـبـكــاهُ الـنـجــمُ ورقَّ لــه : مــمّــا يــرعـاه ويــرْصُدهُ
فقال نجم الدين محيي الدين القمراوي :
قـد مل مريضـــــك عوده : وسعى لأميرك حســده
لم يبق هواك سوى رمق : زفرات الشوق تصعده
وقال ناصح الدين الأرجاني :
هل أنت بطولك مسعده : يا ليل فصبحك موعده
لا كان قصيـراً ليل فتى : ميعـــــــــاد منيته غده
وقال ابن الأبار :
مرقـوم الخــــد مــــوردهُ : يكسوني السقم مجــردهُ
شفاف الــدر لـه جســــد : بأبي ما أودع مجســـده
وقال ابن دانيال الموصلي :
صَبٌّ لو أنّكَ تُسعــــــِدُهُ : لم يَسْهــَرْ ليـلاً تَرْقُدهُ
قَد أَنحَلَهُ الهجرانُ أسىً : فالطّرفُ لِذاكَ مُسَهّدهُ
وقال أحمد شوقي :
مُضناكَ جَفاهُ مَرقَدُهُ : وَبَكـــــاهُ وَرَحَّمَ عُوَّدُهُ
حَيرانُ القَلبِ مُعَذَّبُهُ : مَقروحُ الجَفنِ مُسَهَّدُهُ
وقال أبو القاسم الشابي :
غَنَّـاهْ الأَمْـسُ، وأَطْرَبَـــه : وشجـــــاه اليومُ، فما غـدُهُ؟
قَدْ كان له قلـبٌ، كالطِّفْــــــل : يـدُ الأحــــلامِ تُهَـدْهِـدُهُ
وقال مصطفى الغلاييني :
صَبٌّ أضْنـاهُ تَجَلُّدُهُ : سَهْرانُ اللَّيْلِ مُسَهَّدُهُ
هَدَلَ القُمْرِيُّ فأَرَّقَهُ : وَجْــدٌ ما زالَ يُعْبِّــدُهُ
وقال الشاعرالعراقي بسيم الذويب :
شكــــــــراً لله أردده : وعلى ما أنعم أحمـــدهُ
وأقوم الليل وأسهـــره : وأُناجي الرب وأعـبــــدهُ
وقال نسيب أرسلان :
مضناك عصاه تجلده : هل أنت بعطفك منجده
منهوك الجسم به كمد : أحناء الأضلع موقده
وقال إلياس أبو شبكة :
حَتّامَ أُحاوِلُ أَرقدُهُ : لَيلٌ يَتَمَرَّدُ أَسودُهُ
وَعُيونُ غَزالي نَائمَةٌ : تُضْني جَفْني وَتسَهِّدُهُ
وقال فؤاد بليبل :
الحُسنُ جَمالُكِ سَيِّدُهُ : وَالسِحرُ عُيونُكِ مَورِدُهُ
وَالوَحيُ لِحاظُكِ مَهبِطُهُ : وَالحُبُّ فُؤادي مَعبَدُهُ