الوعي الانساني والكوني ............46 الجسد الكوني ومقام البصيرة عند الانتقال من الجسد السادس إلى السابع، لا يوجد حتى لا-طريقة! فالطريقة تمّ الانتهاء منها في الجسد الخامس، واللاطريقة تمّ الانتهاء منها في الجسد السادس. ببساطة.. يوماً ما ستجد نفسك في الجسد السابع، وحتى الجسد الكوني يتلاشى.. ويبقى فقط الفناء.... إنّ الانتقال يحدث فحسب.. من السادس إلى السابع.. بلا مسبب ودون أن نعلم كيف.. لا يمكن أن يوجد أي استمرارية عند الانتقال من الوجود إلى اللاوجود إنها قفزة فحسب وبدون أي مسبب ولو أنها حصلت لسبب ما سيكون هناك استمرارية وهذا سيشبه حالة الجسد السادس. لذا فالانتقال من الجسد السادس إلى السابع لا يمكن وصفه بالكلام هذا الانتقال عبارة عن فاصل وفجوة وفجأة شيء ما كان بالماضي وشيء ما يحدث في الحاضر لا يوجد أي اتصال بين الاثنين. شيء ما توقف وشيء بدأ للتو.. لا يوجد أي علاقة بينهما. كالضيف الذي خرج من باب وضيف آخر دخل من باب آخر لا يوجد أي علاقة بين ذهاب الضيف ودخول الثاني مقام البصيرة المقام السادس هو مقام البصيرة المنيرة... فقط عندما تصل لها تحقق الترتيب في كيانك.. وتكون أنت السيد كل ما تقوله سيحدث وكل ما ترغبه سيحدث.. هنا تمتلك الإرادة التي لم تكن تمتلكها من قبل. لكن يوجد تناقض هنا: في المقام الرابع تختفي الأنا أو الذات وفي الخامس تختفي كل الشوائب من حياتك وبعدها تأتي الإرادة.. بحيث لا يمكنك أن تؤذي أحداً بها في الواقع هذه الإرادة لم تعد إرادتك بل إرادة الله لأن الأنا تختفي عند الرابع وتختفي السلبيات عند الخامس والآن أصبحتَ المخلوق الأنقى والأطهر.. مجرد أداة، وسيلة، مساعد أو رسول. والآن لديك إرادتك لأنك غير موجود إرادة ومشيئة الله هي في إرادتك ومشيئتك نادراً ما يصل الإنسان لهذا المستوى السادس لأن هذا المستوى هو الأخير في هذه الدنيا بطريقة ما بعدها تنتقل إلى عالم وواقع مختلف كلياً إلى المستوى السابع... الجسد السادس هو الجسد الكوني والمقام السادس هو الناصية أو البصيرة وهنا لا يوجد ثنائيات.. اختبار النعيم يصل لذروته في المستوى الخامس واختبار الوجود والكيان يأتي في السادس أنا أكون... الأنا تزول في الخامس، والأكون في السادس ولن تشعر إلا بالكينونة والحضرة الشفافة ولا يبقى إلا الحقيقة الموجودة الأبدية إذاً هنا سيكون إدراك الحقيقة والكيان.. إدراك الوعي.. لكن الوعي هنا متحرر مني أنا.. لم يعد وعيي أنا.. بل هو مجرد وعي.. لم يعد وجودي.. بل مجرد وجود.. بعض المتأملين يقفون عند الوصول للجسد الكوني لأن حالة هائلة يشعرون بها... كأنها "أنا الرحمن" أي.. "أنا غير موجود.. ولا يوجد إلا الرحمن" فالآن ماذا بقي هناك أمامي لأبحث عنه وأطلبه؟! لقد تم تحقيق كل شيء.. الرحمن يعني المطلق كل شيء.. والذي يقف عند هذه النقطة يقول: "الرحمن هو الحقيقة الأسمى.. الرحمن هو ملك الكون والأكوان.. ولا يوجد شيء أبعد منها.." من الممكن الوقوف هنا.. والمريدون قد يقفون هنا ملايين الأجيال لأن هذه المرحلة تبدو أعلى وآخر مرحلة من الصعب اجتيازها، لأنه لا يوجد شيء تجتازها إليه! لقد تم تغطية كل شيء من قبل.. ألا يحتاج المرء لشيء ما لكي يرتقي إليه؟ إذا أردتُ الذهاب من هذه الغرفة، فلا بد من وجود مكان آخر أذهب إليه لكن الغرفة أصبحت الآن هائلة جداً.. ليس لها بداية ولا نهاية ولا حدود ولا يوجد مكان تذهب إليه... فإذاً أين سنذهب ونبحث؟ ولم يبقى شيء حتى نجده... لذلك قد تعلق الرحلة في هذه المرحلة لحيوات لا نهائية إذاً "الرحمن" هو العقبة النهائية.. آخر حاجز في بحث المريد الآن لا يبقى إلا الكيان، لكن أمامك تحقيق اللاكيان الكيان والكينونة تمت معرفتها.. لكن الفناء لم نعرفه بعد لهذا، المستوى السابع هو الجسد الإلهي ومركزه هو مقام التوحيد لا يمكننا أبداً الحديث عنه.. يمكننا فقط الحديث حتى السادس، وهذا صعب جداً ومعظم كلامنا سيثبت خطأه عند الوصول.. يتطور بحثنا حتى الجسد الخامس بأسلوب علمي جداً وكل شيء يمكن شرحه... في الطبقة السادسة يبدأ الأفق بالتلاشي وكل شيء يبدو دون معنى... لكن لا يزال ممكناً إعطاء بعض الإشارات لكن في النهاية ينكسر الإصبع المشير للقمر.. وكل الإشارات، لأن المرء في النهاية يفقد كيانه وذاته... لذلك الرحمن، الكيان المطلق، يُعرف فقط من الجسد والمقام السادس. إذاً من يطلبون الرحمن سوف يتأملون على البصيرة وهي في الناصية بين العينين وهي موصولة بالجسد الكوني والذي يعملون بشكل كامل على هذا المقام سيبدؤون بمناداة اللامحدود المطلق الشاسع الواسع.. الذي قد شهدوا عليه في البصيرة المنيرة البصيرة هي النافذة التي تمكنهم من رؤية الكون اللانهائي وتحضرهم لآخر طبقة من النور... http://badralshraif.ucoz.com/blog/46/2013-06-23-74