سأل أحد التلاميذ شبلي: من كان أستاذك في الطريقة؟ قال: كلب!! في يوم رأيت كلباً عطشاناً يريد أن يشرب من النهر ولكن كل مرة كان يقرب النهر ويري وجهه فيها كان يخاف ويعود إلى مكانه إلى أن غلبه العطش وقفز في النهر وعرف أن ما كان يسبب له الخوف هو نفسه...
شبلي كان من تلاميذ الحلاج وبعد أن قُتل الحلاج استنار وهو الذي صار يهتم بالتلاميذ من بعده.
منذ بدأ الحضارات صار الإنسان يفكر ويدبّر حتى يكون متحضراً ومن هنا وضعنا أول خطواتنا علي سلم الرفض للذات، وضع للإنسان عن طريق الأديان؛ قوانين وشرائع والذي لا يتبعها هو منبوذ ومطرود وفي الغرب استخدموا العلم ومن لا يؤمن بالعلم فهو مطرود أيضاً.... إذن حاول الإنسان أن يخفي مشاعره وأحلامه التي كانت تختلف عن الحضارة ومن هنا جاء الكبت والخوف من الذات.... أنا لا أحب أن أجلس وحدي في البيت إذن لنذهب إلى النادي أو مكان آمن!!! آمن يعني المكان الذي يذهب إليه كل الناس ويمارسون الشيء نفسه!!! أذهب إلى النادي الكل يمارس الرياضة هناك، أذهب إلى المسجد الكل يصلي ويقرأ القرآن، أذهب وأجتمع بالجيران ونغتاب الناس ونهتم بفضائحهم لأن الكل يفعل هذا وهكذا صار اهتمامنا للعالم الخارجي ونسينا أنفسنا.... وماذا عن أفكارنا؟ عندك شريعة د?نية وتقاليد وطنية اتبعها حتى تكون شخصاً مثالياً وأفكارك اتركها لأنها من الشيطان.... و مع تقدم العلم، تعرف العلماء علي المخ وعلي قدراته الفائقة فاكتشفوا الشيفرة ومن هنا صرنا نرفض أنفسنا أيضاً، الجمال هو أن تكون نحيفاً، الجمال هو أن تكون شاباً فقط، متعة الحياة في الطاقة الجنسية فقط، السعادة هي أن تستطيع شراء كل ما ترغب به..... بدأ الإنسان يدخل بدوامة أكبر ويرفض نفسه لأنه لا يريد أن يكون عكس التيار يريد أن يكون مثل المجتمع إذن لنركض علي عمليات التجميل والمتعة الجنسية أو أي شيء جديد يطلبه المجتمع، لأننا لا نريد أن نكون متخلفين....
و هنا نحن نطلب من الإنسان أن يتعرف علي نفسه!!! كيف يتعرف علي شيء يخاف منه ويرفضه؟ اليوم ظهرت موجة جديدة في التعرف علي النفس، هذا المعلم يعمل مساج ويفتح المقامات!!! وذاك المعلم يطلب علاقة جنسية حتى تتحرك فيك الطاقة وتستنير!!! وذلك المرشد ?أخذ ألوف الدولارات ويعطيك ذكر يغير حياتك إلى الأبد.... هذا كله لأنك خائف من نفسك ولا تستطيع أن تواجه الرفض الذي تعيشه... أنت لست بحاجة إلى مرشد، أنت بحاجة إلى عطش وعطش كبير بوسع البحر... هكذا أنت تتعرف علي نفسك لأنك في يوم ستخلع القناع وتري الحقيقة كما هي إذن اقبل نفسك بكل سلبياتها وايجابياتها وفكر إذا كنت من غير دين أو ولدت في مكان آخر هل السلبيات ستكون سلبيات؟ والايجابيات ستكون ايجابيات؟
نحترم القوانين والسنن والتقاليد ولكن لا ندعها تسيطر علي أفكارنا وتحبسنا في سجنها.
قال أحد الحكماء: السباحة عكس اتجاه النهر تحتاج إلى شجاعة وإلا أي سمكة ميتة تسير باتجاه النهر....
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.