راغباً ببساطة بالاستسلام ومستمتعاً بهذا الذوبان...
وهذا هو الحب...
عندما تشعر من تلقاء ذاتك بالانصهار والاندماج والاتحاد
مع شخص ما أو مع الوجود.
طبعاً، الحب يبدأ دائماً كعلاقة وارتباط... وهذا شيء طبيعي.
أول خطوة من الحب هي العلاقة...
وثاني حالة هي التواصل...
وهناك فرق شاسع بين الاثنين.
في العلاقة تقوم باستثناء كل الناس وتركز على شخص واحد...
تركز كل أحاسيسك واهتمامات قلبك عليه...
لكن كل تركيز يؤدي إلى حبس الحبيب العزيز!
البداية بهذا الحب المقيّد أمر مقبول،
لكن على المرء ألا يستمر بالعيش في الحبس والجِبس...
الحب يبدأ كسجن، كعلاقة أحادية خصوصية بين شخصين...
كلاهما مساجين وسجّانين...
كل شخص مسجون بالآخر وفي ذات الوقت يسجنه أيضاً...
لعبة جميلة! لكن عليك ألا تبقى هناك لكي لا تضيع حياتك.
على المرء أن يتعلم الدرس بحُلوه ومرّه، بجماله وبشاعته...
ثم يجب رمي البشاعة والاحتفاظ بالجمال...
وهذا هو التواصل:
أن ترمي كل شيء بشع في الحب والعلاقات،
مثل الاستملاك والتقييد والتخصيص والتحديد
والسيطرة والشك والوعد والوعيد،
أي كل جهد لقتل حرية الآخر...
عندما تتخلص من كل هذا ويصبح حبك مجرد تواصل،
أقرب إلى الصداقة أكثر من العلاقة،
يمكن أن يكون عندك عدة أصدقاء، وعدة أحباب أيضاً...
وعلى المرء أن يبدأ بالنمو والسمو من واحد إلى عدد أكبر،
لكن هذا أيضاً ليس الهدف.
الحالة الثالثة هي عندما يكون الحب مجرد صفة...
لستَ متعلقاً بشخص ولا بعدة أشخاص...
الحب هنا يشبه التنفس... صار طبيعتك الدائمة...
لذلك أي شخص يتواصل معك سيصله حبك.
هذه هي الحالة الثالثة وقليل جداً من الناس وصلوا إليها..
وهناك حالة رابعة وصل إليها قليل جداً جداً جداً من الناس
يمكن عدهم على الأصابع.
الحالة الرابعة تكون عندما يكون كيانك كله حب...
ليس صفة بل صار وجودك ونبض حياتك...
ونيستَ كل شيء عن الحب!
لقد أصبحت الآن حباً نقياً.. لذلك لا حاجة لتذكره...
وهل يُذكر إلا الغائب؟...
أنت الآن تتصرف انطلاقاً من الحب، ببساطة وطبيعية وعفوية...
في هذه النقطة الرابعة يستسلم المرءلخالق الوجود وتزول الحدود.
في البداية تستسلم إلى شخص، لكن هناك شرط::
عليه هو أيضاً أن يستسلم لك... لذلك الاستسلام هنا ليس كلياً.
في الحالة الثانية تستسلم لعدة أشخاص،
وهي أفضل من الأولى لأن الاستسلام فيها ليس مركزاً،
فيه حرية أكثر، وقد نمت له أجنحة وأبعاد جديدة.
في الحالة الثالثة أنت ببساطة مستسلم للوجود،
للأشجار والجبال والنجوم وكل ما هو موجود.
في الحالة الرابعة تصير أنت الاستسلام بحد ذاته....
وهنا الحب والاستسلام لهما نفس المعنى والمضمون...
وهذه هي حالة الاستنارة والوصول الأعلى..
التي وصل إليها الأنبياء والأولياء.
لا شيء أعلى من هذا... ومَن حقق هذا حقق كل شيء...
حقق غاية حياته الأسمى...
اكتفى وامتلأ قلبه بالرضى...
لقد وصل إلى البيت والمثوى...
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.